طاقة
العراق يسرع خطواته نحو تحقيق استقلال الطاقة لعدم موثوقية إمدادات الغاز الإيراني
تكثف بغداد جهودها لتنويع مصادر الطاقة في ظل عدم استقرار الإمدادات الإيرانية وانهاء الولايات المتحدة فترة إعفائها من العقوبات.
![محطة كهرباء في بغداد تعمل بالغاز، تخضع لإعادة تأهيل في 12 آذار/مارس لتعزيز كفاءة الإنتاج. [وزارة الكهرباء العراقية]](/gc1/images/2025/03/21/49564-baghdad-electric-plant-600_384.webp)
أنس البار |
تعمل الحكومة العراقية على تسريع مبادرات تحقيق استقلال الطاقة في ضوء عدم موثوقية طهران كشريك في مجال الطاقة وانتهاء الإعفاء من العقوبات الأميركية الممنوح للبلاد لاستيراد الغاز من إيران.
ففي 8 آذار/مارس، ألغت الولايات المتحدة الإعفاء من العقوبات كجزء من حملة "الضغط الأقصى" ضد طهران، والتي تهدف لإنهاء تهديدها النووي وتقليص برنامجها الصاروخي البالستي ومنعها من دعم الجماعات الإرهابية.
في الجانب الآخر، عملت طهران على شل قدرة العراق على توليد الطاقة، إذ خفضت إمدادات الغاز في كانون الأول/ديسمبر من 25 مليون متر مكعب يوميا إلى ستة ملايين متر مكعب فقط، أي أقل كثيرا من 50 مليون متر مكعب المطلوبة خلال فترات الذروة.
وقال مسؤول حكومي عراقي كبير لموقع شفق نيوز إن "هذا الإجراء الأحادي الجانب والمفاجئ تسبب بخسارة الشبكة الوطنية لنحو 6 آلاف ميغاواط".
![ألهبة الغاز تتصاعد في مجمع مصفاة الدورة النفطية في بغداد يوم 22 كانون الأول/ديسمبر 2024. [أحمد الربيعي/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/03/21/49630-iraq-iran-gas-600_384.webp)
وكان المتحدث باسم وزارة الكهرباء أحمد موسى قد قال للموقع في 26 كانون الأول/ديسمبر إن انقطاعات الكهرباء تركت بغداد والمحافظات الوسطى في العراق مع ما بين خمس إلى ثماني ساعات فقط من التغذية الكهربائية يوميا تؤمنها محطات تعتمد على الغاز الإيراني.
وقال مسؤولون عراقيون إن إنتاج العراق الحالي من الكهرباء، والذي يبلغ 27 ألف ميغاواط ويؤمنه عبر محطات تعمل في الغالب على الغاز، يقل بشكل كبير عن احتياجاته اليومية البالغة 40 ألف ميغاواط.
ويصبح الوضع حادا بشكل خاص خلال أشهر الصيف عندما يمكن لدرجات الحرارة أن تتجاوز 50 درجة مئوية، مع تزايد عدد سكان العراق وتوسع مشاريع الإسكان التي تساهم في زيادة الطلب على الكهرباء.
وفي حديثه للفاصل، قال الخبير الاقتصادي عبد الرحمن المشهداني إن واردات الغاز الإيراني قادرة على دعم توليد ما يصل إلى 8 آلاف ميغاواط، "لكن هذا الإنتاج غير مستقر بسبب التقلبات المستمرة في العرض".
مصادر الطاقة البديلة
وتظهر بيانات البنك الدولي أن العراق يحرق حاليا نحو 17.374 مليون مترا مكعبا من الغاز سنويا في عمليات الإشعال، ويشكل ذلك موردا محليا كبيرا غير مستغل يمكنه المساعدة في تقليل الاعتماد على الطاقة الأجنبية.
وقال موسى للفاصل، إنه تم البدء بإنشاء محطة عائمة للغاز الطبيعي المسال في ميناء خور الزبير بالبصرة ، والتي ستزود محطات الكهرباء بـ600 مليون قدم مكعب من الغاز يومياً قبل الصيف.
وأضاف أن قطر وسلطنة عُمان يشكلان بديلا محتملا لشراء الغاز الطبيعي المسال بما يوازي ثلث الواردات الإيرانية، كما تعمل الوزارة على زيادة نقل الكهرباء عبر الأردن وتركيا.
وتابع أن مشروع ربط العراق بدول الخليج سيضيف 500 ميغاواط هذا العام، كما يجري تحويل بعض محطات الكهرباء للعمل بالوقود الثقيل.
وقد خصصت وزارة النفط العراقية 10 مليارات دولار حتى عام 2030 لتطوير البنية التحتية للغاز، في حين تستثمر شركة توتال إنرجي الفرنسية 25 مليار دولار في قطاع الطاقة العراقي، بحسب وكيل وزير النفط عزت صابر.
وأوضح موسى أن ذلك يتضمن إنشاء محطة كهرباء تعمل بالطاقة الشمسية بقدرة 1000 ميغاواط في صحراء البصرة.
وقال صابر في شباط/فبراير الماضي إن العراق يدرس أيضا بشكل جدي استيراد الغاز من قطر والجزائر، من بين مبادرات أخرى.
ههههههه