إعلام
الحوثيون يستخدمون صورة من فيلم هوليودي لدعم مزاعم مهاجمة حاملة طائرات
تُغرق الجماعة مواقع التواصل الاجتماعي بصور مضللة ومزاعم كاذبة عن انتصاراتها البحرية فيما تواجه صعوبات في إخفاء خسائرها العسكرية.
![الناطق باسم الحوثيين يحيى سريع يتحدث خلال تجمع في صنعاء يوم 10 كانون الثاني/يناير. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/04/15/50000-yahya-saree-houthis-600_384.webp)
فيصل أبو بكر |
عدن - قال مسؤولون ومحللون إن البحرية الأميركية كشفت حملة تضليل إعلامي حوثية مستمرة منذ عام تستخدم فيها الجماعة صورا تم التلاعب بها والذكاء الاصطناعي للإدعاء زورا بأنها تنفذ هجمات ناجحة على السفن الأميركية في البحر الأحمر.
ويأتي هذا الاكتشاف فيما تواصل الجماعة المدعومة من إيران مهاجمة حركة الشحن التجاري في البحر الأحمر، ما يعطل التجارة البحرية العالمية ويؤدي إلى ضربات انتقامية من القوات الأميركية والبريطانية.
وقال محللون إن الحوثيين يحاولون تقديم صورة إيجابية عن برنامجهم الصاروخي المتعثر بينما يخفون خسائرهم القتالية المتصاعدة.
وفي أحد الأمثلة البارزة، تداول الحوثيون صورة على مواقع التواصل الاجتماعي تدعي إظهار حريق على متن حاملة الطائرات الأميركية يو إس إس هاري س. ترومان.

ولكن تبين أن الصورة مأخوذة من مقطع دعائي لفيلم هوليودي.
فتم أخذ صورة حاملة طائرات تتعرض لهجوم من فيلم الجاسوسية "مجموع كل المخاوف" الذي أنتج عام 2002 وهو جزء من سلسلة أفلام لجاك رايان من بطولة بن أفليك ومورغان فريمان. ولم يكن هناك حوثيين في فريق الممثلين.
وفي صورة أخرى نشرها المتحدث باسم جماعة الحوثي يحيى سريع قبل حذفها سريعا، تم استخدام الذكاء الاصطناعي لتعديل صورة لحادث بحري وقع في ستينيات القرن الماضي وزعم أنها تظهر ضربة ناجحة نفذت مؤخرا.
وقال المحلل السياسي فيصل أحمد لموقع الفاصل إن نشر هذه الصور "يجعل أتباعها في حالة تصديق جملة وتفصيلا ولكن وسائل التواصل الاجتماعي وانتشارها لدى العامة جعل بإمكان فئة من الشعب أن يراها ويكون عنده اليقين".
حالة من الوهم
ومن جانبه، قال وكيل وزارة العدل اليمني فيصل المجيدي للفاصل إن الصور التي قام الحوثيون بتزييفها تظهر مدى يأسهم.
وأشار إلى أن الكثير من حسابات مواقع التواصل الاجتماعي المرتبطة بالنظام الإيراني وما يسمى بـ "محور المقاومة" تضخم هذه الروايات الكاذبة بصورة نشطة.
وأضاف أن تحقيقا تتبع التصريحات التي أدلى بها سريع حول الهجوم الخيالي على يو إس إس ترومان، ووجد أنه أعيد نشرها 18 مرة على الأقل.
وذكر أن هدف سريع كان "تقديم أعمال الحوثيين كبطولات والتغطية على هزائمهم إضافة إلى إيهام المجتمع أن قوتهم الصاروخية فاعلة وتؤدي مهامها على أكمل وجه، والحقيقة هي عكس ذلك".
وبدوره، قال فهمي الزبيري مدير عام حقوق الإنسان في صنعاء إن "جماعة الحوثي المصنفة بالإرهاب تعيش حالة من الوهم ويتجلى ذلك من خلال الأداء الإعلامي التابع لها".
وأضاف للفاصل أنه يمكن النظر للحملة الإعلامية للجماعة على أنها محاولة محسوبة للحفاظ على المعنويات رغم الانتكاسات العسكرية.
وأكد أن "الجماعة ليست قوة قتالية فاعلة بقدر ما هي قوة دعائية تتغذى على الخطاب الإعلامي المنفصل عن الواقع".
وتابع أن "حملات التضليل الإعلامي الممنهجة [للجماعة] تستهدف الرأي العام المحلي والدولي على حد سواء لإخفاء إخفاقاتها الواضحة على أرض الواقع".