العلوم والتكنولوجيا
النظام الإيراني يلجأ للذكاء الاصطناعي لإخفاء خسائره العسكرية
استخدم الذكاء الاصطناعي في فبركة الفيديوهات والصور لتغطية الإخفاقات في ساحة القتال مع الحفاظ على وهم نجاح عسكري.
![لوحة إعلانية تظهر صواريخ إيرانية في طهران بتاريخ 20 نيسان/أبريل 2024. [عطا كيناري/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/07/17/51072-iran-missile-billboard-600_384.webp)
جنى المصري |
قال خبراء إعلاميون واستراتيجيون إن النظام الإيراني قام بصورة ممنهجة باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لإنتاج الأخبار والصور والفيديوهات المفبركة خلال صراعه الأخير مع إسرائيل.
وأضافوا أنه استخدم أساليب التضليل هذه المعتمدة أيضا من قبل أذرعه لإخفاء الهزائم العسكرية ومنع التوتر الداخلي، لافتين إلى أن الدعاية المنتجة بواسطة الذكاء الاصطناعي تعكس فصلا جديدا من التلاعب الإعلامي في أوقات الحرب.
وجاءت أعمال التضليل مؤخرا في وقت عانى فيه المسؤولون بالنظام الإيراني لتبرير تكاليف الدفاع الهائلة التي فشلت في تحقيق النتائج الموعودة.
وفي هذا السياق، قال الخبير الاستراتيجي يحيى محمد علي لموقع الفاصل إن الحروب لطالما شملت معارك إعلامية، مشيرا إلى أن الصراع الأخير كشف عن استغلال واسع من جانب النظام الإيراني لتقنية الذكاء الاصطناعي لفبركة الأخبار.

وتابع أن لجوء النظام إلى المحتوى الكاذب يؤكد أنه "كان الطرف الخاسر في المعركة دون أدنى شك".
وذكر أنه في مقابل هذا النوع من التضليل، احتفظت إسرائيل بالمنهج المعتمد من قبلها باستخدام البيانات الرسمية وبيانات الأقمار الصناعية وصور يمكن التحقق منها.
وأوضح أن حملة التضليل التي أطلقها النظام الإيراني هدفت لإخفاء الخسائر في ساحة القتال وتبرير المبالغ الضخمة التي صرفت على الأنظمة الصاروخية والبالستية.
وقال علي إن كلفة منظومات الأسلحة هذه ساهمت في الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في البلاد، علما أنه تم تصوير تلك المنظومات على أنها رمز من رموز قوة الحرس الثوري الإيراني على مدى عقود من الاستعراضات العسكرية.
انتشار المحتوى الكاذب
وبدوره، وصف الصحافي محمد العبد الله التحدي المتمثل في متابعة الأخبار الدقيقة المرتبطة بالحرب، في ظل نشر المنصات الإيرانية محتويات كاذبة في المجالات الرقمية.
وأوضح لموقع الفاصل أن "غالبية الأخبار المنتشرة من قبل منصات إخبارية إيرانية إن كانت كتابية أو صور أو مواقع فيديو كانت مفبركة بالكامل".
وقال إن عملاء إيران اعتمدوا على صور ومقاطع فيديو منتجة من خلال تقنية الذكاء الاصطناعي إلى جانب مقاطع مصورة مسروقة من الألعاب الإلكترونية الحربية وتحتوي على مشاهد أسر جنود وطائرات مدمرة ومشاهد دمار.
وتابع أن حملة التضليل شملت فبركة محادثات كاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي وتعليقات مرفقة بالمنشورات المفبركة، وذلك للإيحاء بتفاعل حقيقي واسع النطاق ساعد بنشر التضليل.
وأضاف أن تقييد الإنترنت في إيران المترافق مع التعتيم الإعلامي وحظر مواقع التواصل الاجتماعي مكّن السلطات من نشر الأخبار الكاذبة عبر وسائل الإعلام الحكومية بدون معارضة داخلية.
وأشار إلى أن هذا التحكم بالمعلومات هدف إلى إعطاء صورة بأن النظام الإيراني قوي مع منع الانهيار الداخلي جراء الخسائر العسكرية.
وقال إن التركيز على صور الدمار المزيفة في الداخل الإسرائيلي هدف إلى التغطية على الأضرار الفعلية الضخمة التي طالت الأهداف الإيرانية.