إقتصاد
العراق يفتتح أرصفة ميناء جديدة مطلة على الخليج سعيا وراء التنوع الاقتصادي
سيسهل توسيع ميناء الفاو الكبير صادرات النفط والغاز ويساعد في التخفيف من اعتماد العراق على جيرانه بالمنطقة.
أنس البار |
افتتح العراق 5 أرصفة جديدة في ميناء الفاو الكبير بمحافظة البصرة والذي هو في طريقه لأن يصبح مركزا رئيسيا لتصدير النفط والغاز، ما يجعل العراق لاعبا اقتصاديا عالميا ويقلل من اعتماده على الدول الأخرى.
وخلال حضوره حفل الافتتاح يوم السابع من تشرين الثاني/نوفمبر، أشار رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى قدرة الميناء على "تحويل العراق من بلد يعتمد على موانئ الآخرين إلى دولة بحرية لها تواجد كامل بالخليج".
وسلط الضوء على دور العراق المستقبلي "كركيزة أساسية في الاقتصاد العالمي".
وقال مدير شركة الموانئ العراقية فرحان الفرطوسي إن الأرصفة التي بنتها الشركة الكورية الجنوبية دايو تمتد على مسافة 1.7 كيلومتر.
وأضاف أن "الأعمال في المشاريع المتبقية تسير بتقدم وأسرع مما هو مخطط".
وأوضح في حديث لوكالة رويترز أنه من المتوقع أن يصل الميناء إلى طاقته الاستيعابية القصوى بحلول عام 2028، حيث سيقوم بمعالجة 3.5 مليون حاوية وينشئ ممر نقل أقصر بين آسيا وأوروبا.
يذكر أن مشروع الميناء كان قد واجه عراقيل في البداية من مؤيدين نافذين لإيران حاولوا منحه لشركة صينية بدلا من شركة دايو.
ووقع العراق العقد مع شركة دايو في كانون الأول/ديسمبر 2020 بعد استبعاد شركة خدمات الجمارك البحرية الصينية من المنافسة لأنها لم تكن متخصصة في بناء الموانئ، حسبما قال مسؤولون عراقيون في ذلك الوقت.
تنويع اقتصادي
وفي هذا السياق، قال عضو اللجنة المالية بالبرلمان العراقي النائب مصطفى الكرعاوي إن العراق "يعتمد على النفط في 90 في المائة من موارده".
وأوضح أن التنمية تقرب العراق من التنويع الاقتصادي، حيث أن الموانئ توفر تدفقات إيرادات مزدوجة من خلال "تصدير النفط واستقبال ناقلات النفط" و"دخول البضائع".
ووفق مستشار السوداني لشؤون النقل ناصر الأسدي، فإن "أهمية هذه الأرصفة تكمن في فتح الباب أمام العراق لجعل مشروع ميناء الفاو واقعا يحول العراق إلى اقتصاد متنوع".
وتعد الولايات المتحدة داعما قويا لتنويع الاقتصاد العراقي فقدمت له 150 مليون دولار على شكل مساعدات تنمية اقتصادية في العام 2023 وحده.
وعزز البلدان تعاونهما خلال المناقشات الأخيرة التي أجرتها اللجنة التنسيقية العليا بين الولايات المتحدة والعراق.
وقالت اللجنة في بيان أصدرته في نيسان/أبريل إنه يمكن تحقيق مسار العراق نحو الاستقلال في مجال الطاقة بحلول العام 2030 وذلك من خلال موارده الوفيرة من الغاز الطبيعي والاستثمارات في البنية التحتية للطاقة ومصادر الطاقة المتجددة.
كما حفز مشروع الميناء التعاون الإقليمي الأوسع.
ففي نيسان/أبريل، تعهدت دول العراق وتركيا وقطر والإمارات بتعزيز الاستثمارات على طول طرق التجارة، ما قد يقلل من التوترات الإقليمية مع دعم السلام من خلال الشراكة الاقتصادية.