عدالة
النظام الإيراني وحزب الله يبحثان عن طرق تهريب جديدة في ظل إقفال الطرق القديمة
تجدد عملية ضبط مبالغ نقدية كبيرة في مطار بيروت التدقيق في جهود النظام الإيراني المستمرة لإيصال الأموال إلى حزب الله عبر قنوات جديدة.

نهاد طوباليان |
بيروت - ذكرت مصادر أن عملية ضبط مبلغ نقدي كبير مؤخرا في مطار بيروت الدولي هي مؤشر على أن النظام الإيراني يستخدم طرقا وأساليب جديدة لإيصال الأموال إلى حزب الله اللبناني في ظل إقفال الطرق التقليدية.
فضبطت السلطات اللبنانية مبلغ 2.5 مليون دولار نقدا بحوزة رجل قدم من تركيا في 28 شباط/فبراير، في ما وصفته مصادر أمنية بأنها أول عملية اعتراض من نوعها لأموال يُزعم أنها كانت في طريقها إلى حزب الله.
وتم إلقاء القبض على محمد عارف حسين فور وصوله على متن طائرة تابعة لخطوط بيغاسوس الجوية، قبل اتهامه لاحقا بتبييض الأموال.
وقال الخبير المتخصص بالشؤون الأمنية والقانونية يوسف دياب لموقع الفاصل إن التحقيق كشف أنه كان قد سافر من لبنان إلى مطار صبيحة كوكجن في إسطنبول حيث تلقى أموالا من أحد معارفه الإيرانيين.
وأضاف "كانت الأجهزة الأمنية بالمطار بانتظاره بعد ورود معلومات عن محاولة تهريب أموال".
وقال مصدر قضائي لصحيفة الشرق الأوسط في 4 آذار/مارس إن حسين ادعى أثناء الاستجواب أن الأموال كانت موجهة لجمعيات خيرية شيعية غير محددة، لكنه لم يتمكن من تحديد الجهة التي أعطته الأموال أو توضيح مصدرها.
هذا ولم تتضمن شهادته الأولية أية إشارة إلى المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان والذي ادعى لاحقا أن الأموال له، لكنه فشل في تقديم وثائق رسمية تثبت ملكيته للأموال أو مصدرها.
تأكيد سيطرة الدولة
ووفق وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني، فإن السلطات اللبنانية تتخذ "إجراءات صارمة جدا" لتعزيز أمن المطار، لذا يبحث النظام الإيراني عن طرق جديدة لإيصال الأموال لحزب الله.
وأضاف دياب أن النظام الإيراني يبحث عن طرق عبر تركيا عقب تعليق الرحلات من إيران إلى لبنان وإخضاع الرحلات القادمة من العراق للتفتيش الأمني الدقيق.
وذكر أنه مع سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، أصبحت الطرق البرية الرئيسية بين إيران ولبنان عبر العراق وسوريا مقطوعة.
وفي هذا الإطار، قال الخبير العسكري اللبناني يعرب صقر للفاصل "تستخدم إيران اليوم طرقا ملتوية لتهريب الأموال لحزب الله عبر تركيا والجزائر، وربما قد تستغل قطر وسلطنة عُمان للغاية نفسها".
وأضاف أنه مع أن إيران تستخدم سبلا وطرقا مختلفة لتهريب الأموال، إلا أن هذه الأخيرة باتت محدودة.
وتأتي حملة التضييق على التحويلات النقدية المشبوهة في وقت حرج لحزب الله الذي أضعفته الأحداث الأخيرة ويواجه مطالبات كبيرة من قاعدته للحصول على أموال إعادة الإعمار، وفقا لمصادر أمنية.
ويواجه الحزب المدعوم من إيران أيضا تدقيقا مكثفا فيما يسعى لبنان لمعالجة مشاكله الاقتصادية للحصول على الدعم الدولي.
وأكد صقر أن "جهاز أمن المطار بأمر من السلطة السياسية ينفذ بصرامة قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701".
وأضاف أن هذا القرار يحظر إلى جانب إجراءات أخرى، تقديم المساعدة لأي كيان خارج سلطة الحكومة الشرعية.
الحمد لله والصلاه والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم