إقتصاد

بريد إلكتروني مسرب يكشف طريقة التفاف الحرس الثوري على العقوبات النفطية

يشرف الحرس الثوري الإيراني باستخدام ناقلات ’أسطول الظل‛ وغيرها من الممارسات الخادعة على عمليات بيع مليارات البراميل من النفط الخاضع للعقوبات.

صورة التقطت في 23 آذار/مارس 2008 تظهر سفنا راسية عند مضيق ملقا. [رسلان رحمن/ملفات وكالة الصحافة الفرنسية/وكالة الصحافة الفرنسية]
صورة التقطت في 23 آذار/مارس 2008 تظهر سفنا راسية عند مضيق ملقا. [رسلان رحمن/ملفات وكالة الصحافة الفرنسية/وكالة الصحافة الفرنسية]

موقع بيشتاز التابع للفاصل |

أظهرت رسائل بريد إلكتروني تم تسريبها أن الحرس الثوري الإيراني يدير شبكة واسعة للالتفاف على العقوبات باعت ونقلت مليارات البراميل من النفط الخام إلى الصين ومواقع أخرى حول العالم.

وفي تقرير خاص نشر في 7 كانون الثاني/يناير حول كيفية نقل إيران النفط الخاضع للعقوبات، دققت وكالة رويترز في نحو 10 آلاف رسالة بريد إلكتروني قام بتسريبها قراصنة من شبكة برانا في شباط/فبراير إثر استهدافهم صحراء ثاندر وهي شركة واجهة للجيش الإيراني.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على الشركة في نيسان/أبريل الماضي على خلفية دعمها عمليات الشحن الخاصة بالحرس الثوري.

وأظهرت الرسائل المسربة أن صحراء ثاندر نشرت 34 سفينة لنقل ما يقارب الـ 20 مليون برميل من النفط بين آذار/مارس 2022 وشباط/فبراير 2024.

وكشفت عن أساليب خداع ممنهجة بما في ذلك وثائق شحن مزورة وتعليمات للطواقم بشأن إعادة تسمية السفن ومعرفات تم وضع طلاء عليها وإشارات تعقب تم التلاعب بها.

وفي تحليل مفصل لصور أقمار صناعية تم التقاطها على مدى 5 سنوات ونشر في العام 2024، أظهرت وكالة بلومبرغ كيف أن مليارات الدولارات من النفط الإيراني الخاضع للعقوبات تتدفق سنويا إلى الصين، علما أن هذه هي الوجهة الأساسية للنفط الإيراني.

وذكرت وزارة الخزانة الأميركية أن إيرادات تجارة النفط تدعم "البرنامج النووي [لإيران] وتطويرها ونشرها للصواريخ الباليستية الاستفزازية وتمويلها لأذرعة إرهابية مثل حزب الله وحماس والحوثيين".

حركة ’أسطول الظل‛

ونقلت رويترز أن سفينة "ريمي" التي تحمل علم بنما والتي تتحرك تحت اسم "ديب أوشن" المستعار، زورت وثائق ادعت فيها أن البضاعة التي تحملها قادمة من منطقة البصرة العراقية.

وكانت في الواقع تحمل نفطا إيرانيا كانت قد استلمته خلال عملية نقل من سفينة إلى أخرى في الخليج.

وقامت في مضيق ملقا الذي يربط المحيط الهندي ببحر الصين الجنوبي بتقسيم شحنتها بين السفينتين، حسبما كشفته الرسائل المسربة.

وأكدت صور الأقمار الصناعية تواجد السفينتين جنبا إلى جنب في 9 آذار/مارس، علما أنهما سلمتا النفط الإيراني لميناء لانكياو في الصين.

وبحسب شركة هوك آي 360، يعد مضيق ملقا "نقطة ساخنة شائعة للجهات الخبيثة لإخفاء تحركات السفن المتورطة في أنشطة غير قانونية مثل تهريب النفط أو الالتفاف على العقوبات أو عمليات النقل غير القانونية من سفينة لأخرى".

وقالت شركة المعلومات التحليلية بالتردد الراديوي إنه "مع هذه الممرات المائية المكتظة، يصعب مراقبة حركة السفن المشروعة ناهيك عن تلك التي تحاول عن قصد تجنب رصدها".

وفي هذا الإطار، حددت منظمة متحدون ضد إيران النووية أكثر من 470 سفينة في "أسطول الظل" الإيراني يتم استخدامها للتحايل على العقوبات.

وتمارس الخزانة الأميركية ضغطا متواصلا على هذا الأسطول بما في ذلك 34 من سفن صحراء ثاندر، وذلك من خلال نظام عقوبات يشمل دفعة عقوبات طالت في 19 كانون الأول/ديسمبر كيانات وسفنا متورطة في التجارة غير القانونية للنفط.

وخصصت إيران نحو نصف عملياتها من شحن النفط الخام في الربع الثالث من العام 2024 لجنوب شرق آسيا، مسلطة الضوء على الدور المحوري للمنطقة في تسهيل نقل النفط الخام الإيراني إلى الصين، حسبما نقلته إس أند بي جلوبال .

وذكرت الشركة أن هذه البراميل تخضع عادة للمزج ويعاد تصنيفها على أن مصدرها ماليزي أو سنغافوري قبل إعادة تحمليها على متن سفن متجهة إلى الصين.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

ماشاء الله