فريق عمل الفاصل | 2024-12-16

أُمر عمر نجل أسامة بن لادن بمغادرة فرنسا ومُنع في آب/أغسطس من العودة إلى البلاد بعد أن نشر تعليقات على الإنترنت "تمجد الإرهاب وتنظيم القاعدة" في عام 2023، وفق مسؤولين فرنسيين.

ولم يكن ذلك الباب الأول الذي يغلق بوجه نجل زعيم تنظيم القاعدة الذي كان قد اختير في وقت من الأوقات ليكون خليفة لوالده، حيث أوضحت دول أخرى أنها لن تتسامح مع نشر الأيديولوجيات الإرهابية.

وفي عام 2008 تم رفض طلب عمر بن لادن وزوجته البريطانية دخول مصر، حيث حاولا الهبوط بعد أن رفضت إسبانيا منحه حق اللجوء.

كما تم رفض طلبه للانتقال إلى بريطانيا في العام نفسه.

وفي حين لاقت تعليقاته استحسانا في الأوساط المتطرفة، أظهر نجل بن لادن تقلبات في توجهاته الإيديولوجية وولاءاته العائلية.

وفي العديد من التصريحات العلنية ندد بإرهاب أبيه ووصفه بأنه تجاوز الحدود، في حين أنه برر أيضا في عدد من المناسبات أبشع الجرائم التي ارتكبها والده وواصل "الدعوة إلى الإرهاب".

وعاش عمر بن لادن الذي بات اليوم في منتصف الأربعينات من العمر، مع والده في أفغانستان حتى سن الـ 19 قبل المغادرة مع والدته نجوى بن لادن.

وبعد أن قتلت القوات الأميركية الخاصة زعيم القاعدة في باكستان عام 2011، أصدر أبناؤه البالغون بيانا تم تحضيره بتوجيه من عمر بن لادن ونشر في صحيفة نيويورك تايمز.

فاستنكر الأشقاء مقتل والدهم، مع الإشارة في الوقت عينه إلى تنصلهم من فكر زعيم القاعدة.

وجاء في البيان "نريد أن نذكر العالم بأن عمر بن لادن، وهو الإبن الرابع لوالدنا، لطالما اختلف مع أبينا بشأن أعمال العنف كافة وأرسل رسائل إليه تفيد بضرورة تغيير نهجه وتؤكد أنه يجب ألا يهاجَم المدنيون تحت أي ظروف".

وأضاف "رغم صعوبة معارضة والدنا علنا، لم يتردد يوما في استنكار أي هجمات عنيفة نفذها أي طرف من الأطراف وعبّر عن حزنه على ضحايا كل الهجمات".

أيديولوجيا غير متسقة

وفي هذا السياق، قال وزير الداخلية الفرنسية برونو روتايو إن عمر بن لادن "نشر تعليقات على صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي في عام 2023 تدعو إلى الإرهاب".

وذكر مسؤولون فرنسيون أن عمر بن لادن نفى أن يكون هو كاتب التعليقات التي نشرت في أيار/مايو 2023 في ذكرى مقتل زعيم تنظيم القاعدة، إلا أنه لم يحذفها أو يندد بها.

وصدرت أوامر بوجوب مغادرته فرنسا في 27 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وامتثل لذلك "طوعا"، غير أنه طعن بالقرار. وأيدت محكمة فرنسية الحكم في آب/أغسطس الماضي.

وفي حديث لوكالة الصحافة الفرنسية أجري في العام 2022، قال عمر بن لادن إنه مرتاحا في فرنسا حيث كان يقيم في بلدة دومفور آن بواريه الشمالية الغربية منذ العام 2018.

وأوضح آنذاك "أشعر بالتحرر من مسؤولية أفعال والدي. لا أحد يلومني، يحترمونني ويتركونني أعيش بسلام".

ولكن دعمه العلني للقاعدة غيّر كل ذلك.