إرهاب
نساء مجندات من داعش يواجهن واقعا قاسيا في المخيمات السورية
تناضل عرائس داعش السابقات وأطفالهن من أجل البقاء على قيد الحياة بالمخيمات حيث يفتقرن إلى أبسط المتطلبات الأساسية بعد فقدانهن حقهن بالجنسية.
![امرأة وطفل يمشيان في مخيم الهول بمحافظة الحسكة السورية في 28 تموز/يوليو 2024. [دليل سليمان/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/02/21/49255-syria-hol-females-600_384.webp)
سماح عبد الفتاح |
باتت النساء المجندات من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) عالقات في مخيمات احتجاز سورية مع أطفالهن، بعد أن قامت حكوماتهن بتجريدهن من جنسيتهن تاركة إياهن بلا مجال للعودة.
وأدى هذا الوضع إلى نشوء تحديات طبية وقانونية وأمنية في المخيمات بشمالي سوريا حيث يبقى الآلاف محتجزين.
وقال أزاد دوديكي، الذي يدير نقطة طبية للهلال الأحمر الكردي في مخيم الهول، إن "تنظيم داعش ومنذ نشأته ركز بعمليات التجنيد على استقطاب أكبر عدد من الفتيات والسيدات اللواتي تحولن إلى مجرد أجساد لإنتاج المقاتلين وعرائس لدى عناصر التنظيم".
وتم استهداف نساء يافعات وضعيفات من خلال حملات دعائية ممنهجة وعدتهن بحياة جيدة في ظل "خلافة" التنظيم المزعومة.
وأضاف دوديكي أن الوضع تدهور إلى قضية عاجلة أخلاقية وإنسانية من الصعب معالجتها بحلول بسيطة، لا سيما أن العديد من النساء لا يزلن خاضعات للتلقين العقائدي حتى بعد هزيمة داعش على الأرض.
وتتحدث سلطات المخيم عن مشاكل صحية واسعة النطاق، مع تعرض الأطفال على نحو خاص لخطر سوء التغذية وأمراض يمكن تجنبها.
وذكر دوديكي أنه "بالإضافة الى خطر سوء التغذية والمرض، يتشرب هؤلاء الأطفال الأفكار المتطرفة ويتحولون بدورهم إلى جيل جديد من التنظيم المتطرف".
وغالبا ما يتم نقل الأطفال الذين يصلون إلى سن الرشد في تلك المخيمات إلى سجون تأوي مقاتلي داعش.
وفي هذا السياق، قال المحامي السوري بشير البسام لموقع الفاصل "إنهم كمن ينتقل من المدارس العادية إلى الدراسات العليا لتشرب أفكار التنظيم" .
وتابع "يتحولون إلى قنابل موقوتة فعليا ولا حل لها بسبب عدم حصولهم على الجنسية التي تحملها الأم أو الأب على حد سواء".
خيارات محدودة
وتظهر جهود إدارة المخيم لإعادة تأهيل عناصر داعش السابقين وعائلاتهم تقدما محدودا بسبب قيود مرتبطة بالموارد واستمرار هيمنة المتطرفين.
وقال البسام إن قضية شميمة بيجوم، التي تركت بريطانيا كمراهقة في العام 2015 للالتحاق بداعش، تعد مثالا على هذه الأزمة.
وفقدت بيجوم جنسيتها البريطانية وخسرت 3 أطفال في سوريا، وذلك بحسب معلومات بسبب رعاية طبية غير ملائمة وسوء تغذية. وتظهر قصتها التحديات القانونية المعقدة التي تواجه النساء اللواتي ندمن اليوم على قرارهن بالالتحاق بداعش.
وأوضح البسام أن "قضية نساء داعش وأطفالهن من أخطر القضايا التي تواجه المجتمع الدولي ككل".
وأشار إلى أن قرارات بعض الدول بسحب الجنسية "تركت الكثيرين بدون جنسية، ما يجعل من مسألة إطلاق السراح أمر صعب جدا، حيث لا دولة تستقبلهم حتى لو كانوا سيواجهون المحاكمات".
ولا تترك الأوضاع الصعبة في مخيمات مثل الهول وروج ، حيث المستلزمات الطبية والحاجات الأساسية تبقى نادرة، أمام النساء والأطفال إلا خيارات محدودة.
فهم يمكن أن يحاولوا الهرب أو يبقوا في ظروف متفاقمة غالبا ما تعزز المعتقدات المتطرفة.
وقال دوديكي إنه في حين أن المسؤولين في المخيمات يسعون لمواجهة الفكر المتطرف بين أمهات وأطفال عناصر داعش، يبقى التقدم بطيئا.
وأضاف "يواصل التنظيم نشر أفكاره السامة للتحكم بهم، مستخدما الأساليب نفسها التي اعتمدت لاستقطابهم في البداية".