أمن

تنظيم داعش يستغل الظروف المزرية في مخيم الهول

حتى بعد انتهاء حكمه، يستمر تنظيم داعش في استغلال الظروف المعيشية السيئة والمساعدات الإنسانية المحدودة في مخيم الهول لنشر أيديولوجيته المتطرفة.

طفل يشرب الماء في مخيم الهول بمحافظة الحسكة السورية يوم 28 تموز/يوليو 2024. [دليل سليمان/وكالة الصحافة الفرنسية]
طفل يشرب الماء في مخيم الهول بمحافظة الحسكة السورية يوم 28 تموز/يوليو 2024. [دليل سليمان/وكالة الصحافة الفرنسية]

سماح عبد الفتاح |

قال نشطاء سوريون لموقع الفاصل إن تنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش) يستمر في استغلال الظروف المعيشية الصعبة في مخيم الهول للمحافظة على نفوذه.

حيث يضغط التنظيم للحفاظ على وجوده من خلال السيطرة على الموارد الأساسية واستغلال عجز سلطات المخيم ومنظمات الإغاثة عن تلبية احتياجات السكان بالكامل.

آزاد دوديكي، وهو مسؤول إحدى فرق الهلال الأحمر الكردي ويعمل حاليا في النقطة الطبية بمخيم الهول، قال لموقع الفاصل إنه "على الرغم من الجهود الكبيرة التي تقوم بها إدارة مخيم الهول والمنظمات الإنسانية الدولية لتحسين ظروف المعيشة لقاطني المخيم، إلا أن العدد الكبير يواجه صعوبة العيش".

وأضاف أن "العديد من العائلات التي لا تصلها أية تحويلات مالية من خارج المخيم والتي في الغالب يكون مصدرها العائلة والأقارب أو متبرعين".

وذكر أن "استغلال التنظيم للفقراء والفئات المستضعفة في المخيم واضح جدا".

وأوضح أن "التنظيم يقوم بترهيبهم للحصول على بعض المساعدات المحدودة من الغذاء وطعام الأطفال، وذلك في محاولة لإخضاعهم وترسيخ فكر التطرف".

كما لا تزال النساء المتشددات المواليات لداعش يسيطرن على المساعدات والتقديمات الممولة من المنظمات الإغاثية "للتحكم في توزيعها للإبقاء على السيطرة بداخل المخيم".

وتابع "للأسف، فإن سيطرة التنظيم على العائلات المستضعفة نجحت نسبيا في المخيم، ما أبقى الفكر المتطرف منتشرا خاصة بين النساء والأطفال".

جيل جديد من أشبال الخلافة

هذا وتتعمد الجماعات الإرهابية استهداف الأسر والفقراء الذين يعانون من مشاكل مالية واجتماعية ونفسية كوسيلة لنشر نفوذها.

حيث قال الخبير العسكري يحي محمد علي لموقع الفاصل إن "هذا ما طبقه تنظيم داعش تماما بعد الإعلان عن إقامة دولته في العراق وسوريا، حيث سيطر على جميع منافذ التجارة ومصادر الأموال وفرض الإتاوات العالية لإخضاع المدنيين في مناطق نفوذه".

وأضاف "حتى أن عملية استقطاب الشبان من مختلف الدول اعتمدت بشكل أساسي على الإغراء المالي والنساء والزواج بغض النظر عن الاقتناع بأفكار داعش المتطرفة".

وتابع "حتى بعد سقوط دولة داعش المزعومة ، فإن التنظيم لا يزال يمارس نفس الألاعيب، خاصة في مخيم الهول".

وأوضح "لا يزال التنظيم يمارس الإجرام بشكل ممنهج، حيث تقوم نساء التنظيم بترهيب النساء والأطفال، وتمارس بحقهن الاعتقال والتعذيب وأحيانا تصل الأمور إلى التصفية الجسدية لمن يخالف التعليمات".

ورأى أن هذا الأسلوب يشكل "ورقة ضغط للتلاعب بالعائلات الفقيرة التي لا تستطيع المواجهة ولا حتى الاعتراض".

وأكد أن الهدف هو "الإبقاء ولو بالحد الأدنى" على وجود التنظيم و"الحرص على وجود جيل جديد من أشبال الخلافة ".

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة الفاصل بشأن التعليقات

يرجى إدخال الأرقام *