أمن
قيرغيزستان تعيد 95 امرأة وطفلا من معسكرات الاعتقال في سوريا
حتى الآن، أعادت قيرغيزستان 233 طفلا وامرأة من معسكرات الاعتقال في سوريا التي تضم أفراد عائلات عناصر داعش.
فريق عمل الفاصل ووكالة الصحافة الفرنسية |
بيشكيك -- أعلنت قرغيزستان يوم الأربعاء، 30 آب/أغسطس، أنها أعادت 95 من زوجات وأبناء عناصر في تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من معسكرات الاعتقال في سوريا، في ثالث عملية من نوعها تقوم بها الدولة الواقعة في آسيا الوسطى.
وقالت وزارة الخارجية في بيان إنه "تم نقل 31 امرأة و64 طفلا من القيرغيزستانيين من سوريا إلى قيرغيزستان"، دون تقديم تفاصيل عن عدد مواطنيها الذين ما زالوا في معسكرات الاعتقال في شمال شرقي سوريا.
وكان الآلاف من مواطني قيرغيزستان قد انضموا إلى التنظيمات المتطرفة في سوريا، وتعد عودة عائلات مقاتلي داعش الذين تم أسرهم أو قتلهم قضية شائكة للعديد من الدول.
وأعربت الوزارة عن "امتنانها" للولايات المتحدة على "المساعدة الكاملة والدعم اللوجستي" في العملية، كما شكرت اليونيسيف والصليب الأحمر.
وقد استعادت قيرغيزستان بالفعل مواطنيها مرتين من سوريا أو العراق. ففي آذار/مارس 2021، أعيد 79 طفلا إلى وطنهم وأعيد 59 امرأة وطفلا آخرين في شباط/فبراير من هذا العام.
وكان آلاف الأشخاص من الجمهوريات السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى، وهي قيرغيزستان وكازاخستان وأوزبكستان وطاجيكستان وتركمانستان، قد انضموا إلى مختلف التنظيمات المتطرفة بما في ذلك داعش، خاصة بين عامي 2013 و2015.
وفي عام 2019، وبعد هجمات مضادة في كل من العراق وسوريا، أُعلن عن هزيمة "دولة الخلافة" التي أعلنها تنظيم داعش في مساحات واسعة من العراق وسوريا في عام 2014.
مخيمات مكتظة
وما يزال الآلاف من المتطرفين وأفراد أسرهم محتجزين في مراكز الاحتجاز والمعسكرات غير الرسمية، حيث حذر القادة الأميركيون من أنهم قد يغذون إحياء تنظيم داعش.
وفي سوريا، يُحتجز معظمهم في مخيمين في محافظة الحسكة الشمالية الشرقية وهما مكتظين ويشكلان مرتعا للجريمة: الهول وروج.
وعلى الرغم من الدعوات المتكررة لإعادتهم إلى أوطانهم، لم تسمح الحكومات الأجنبية إلا لعدد قليل منهم بالعودة إلى ديارهم خوفا من التهديدات الأمنية التي قد يشكلونها وردود الفعل السياسية المحلية.
وتأتي حملة الإعادة وسط استمرار أعمال العنف المرتبطة بالمتطرفين داخل المخيمين، وتقارير تفيد بأن تنظيم داعش يقوم بتجنيد الشباب فيهما.
وفي العام الماضي، قادت قوات سوريا الديموقراطية (قسد) وقوات الأمن الداخلي الكردية (الأسايش) حملة واسعة النطاق لتطهير مخيم الهول من خلايا داعش، وذلك في أعقاب تصاعد عمليات القتل والخطف داخل المخيم.
واكتشفت القوات الأمنية أن خلايا داعش كانت تستخدم الخيم الموجودة في المخيم لتدريب الأطفال على حمل الأسلحة واستخدامها ونشر الفكر الإرهابي.
وعثر على أدوات تعذيب، بالإضافة إلى عبوات ناسفة وهواتف وأجهزة كمبيوتر محمولة تابعة للتنظيم.
واستخدمت بعض الخيم كـ "محاكم شرعية" احتجز فيها السكان الذين يعارضون داعش وتم تعذيبهم على يد المتطرفين.
وقالت القيادة المركزية الأميركية في بيان صدر في 18 آذار/مارس، إن الأطفال في مخيم الهول "يواجهون خطرا يوميا يتمثل في تلقينهم عقيدة العنف"، مضيفة أن المراهقين الذين لديهم آباء أجانب "أعربوا عن رغبتهم في العودة إلى بلدهم الأصلي".
وقال قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل "إريك" كوريلا في 6 نيسان/أبريل، إن "هذه المعسكرات لا تمثل نقطة غليان للمعاناة الإنسانية فحسب، بل تمثل أيضا خطرا أمنيا دائما إذ أن أكثر من 30 ألف طفل يعيشون فيها وهم معرضون لخطر تلقين تنظم داعش لهم عقيدته".
وأضاف أن "الحل الوحيد لهذه الأزمة على المدى الطويل هو إعادة تأهيل وإدماج سكان مخيمي الهول والروج بنجاح في بلدانهم الأصلية".