إرهاب

’عالقون في روسيا‘: الحوثيون يستغلون فقراء اليمن لتغذية حرب الكرملين

يعمل الحوثيون على تجنيد اليمنيين للقتال في أوكرانيا، مستغلين يأسهم بوعود كاذبة بفرص عمل آمنة في مجال الأمن والحصول على الجنسية الروسية.

بائع متجول في صنعاء يعرض ملابس عسكرية مموهة للبيع في 24 آذار/مارس 2022. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]
بائع متجول في صنعاء يعرض ملابس عسكرية مموهة للبيع في 24 آذار/مارس 2022. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

فيصل أبو بكر |

عدن - قالت مصادر إن الحوثيين يستغلون الفقر المدقع والظروف الصعبة التي يعيشها العديد من اليمنيين لتجنيد مرتزقة للقتال لصالح روسيا في أوكرانيا من خلال خطة خداع متقنة.

وتعمل الجماعة المدعومة من إيران مع القوات الروسية لتجنيد مقاتلين من خلال شبكات سرية، مع وعود برواتب شهرية ضخمة والحصول على الجنسية الروسية، وفقا لصحيفة فاينانشال تايمز.

"أبلغونا بأننا سنعمل كحراس أمن"، هكذا قال أحد المجندين في أيلول/سبتمبر. وتابع "بعد يومين، كنا في معسكرات تدريب نستعد فيها للقتال".

وكشفت صحيفة الشرق الأوسط أن الرواتب التي حصلوا عليها كانت في أفضل الأحوال عُشر ما وُعدوا به.

وقال أحد المجندين لصحيفة فاينانشيال تايمز، إن نحو 200 يمني تم تجنيدهم في القوات الروسية في أيلول/سبتمبر وحده.

وبحسب مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد، ضمت مجموعة على تطبيق واتساب تسمى "عالقون في روسيا" 150 عضوا يمنيا.

لكن العدد الدقيق للمرتزقة اليمنيين في روسيا ما يزال غير معروف.

وفي لقطات فيديو، يصف يمنيون كيف تم تجنيدهم من قبل شركة مرتبطة بالسياسي الحوثي، عبد الولي الجابري، للقيام بما قدم لهم بأنه عمل حراسة أمنية غير مؤذ.

وحدد مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد الشركة بأنها شركة الجابري للتجارة العامة والاستثمار.

وكشف أحد المجندين أن "ممثلا من وزارة الدفاع الروسية" استقبلهم في المطار وأبلغ المجموعة بأنهم سيقومون بحراسة منشآت روسية، بحسب صحيفة الشرق الأوسط.

بيادق الحرب

قال أحد المجندين، الذي عرف عنه باسم هشام، إنه ليس لديه أي خبرة عسكرية ووعد بعمل غير قتالي، بحسب مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد.

لكن بعد أن نقلته شركة الجابري إلى موسكو، اضطر إلى توقيع عقد عسكري باللغة الروسية، ولم يتمكن من فهمه أو تصويره أو الاحتفاظ به على حد قوله.

وقال هشام "لم يقولوا لنا أننا سنكون جنودا. نحن في موقف غير مألوف لنا... لم نقاتل حتى في بلدنا".

وذكر الناشط الحقوقي أحمد شوقي أن السلطات في محافظة تعز وثقت 60 حالة اختفاء مرتبطة بشركة الجابري.

وأوضح شوقي "دفع المجندين 3000 دولار أميركي مقابل الحصول على وظائف وجنسية مفترضة، فقط ليجدوا أنفسهم يرسلون للقتال في أوكرانيا".

وفي حديثه للفاصل، قال رئيس مركز أبعاد للدراسات عبد السلام محمد إنهم بتزويد روسيا بالمقالتلين، يسعى الحوثيون إلى كسب ودها والحصول مقابل هذه الخدمة على أسلحة.

وأضاف أن الحوثيين حصلوا على صواريخ روسية واستخدموها بمشاركة مدربين روس، لافتا إلى أن روسيا حصلت على طائرات مسيرة من إيران، الداعم الرئيس للحوثيين.

من جهته، قال المحلل السياسي فيصل أحمد للفاصل إن الحوثيين "يردون الجميل للدعم الذي تلقوه من روسيا في هجماتهم على الملاحة الدولية"، في إشارة إلى هجمات الجماعة على السفن العابرة للبحر الأحمر.

وأكد أن "الحوثيين يبيعون اليمنيين بثمن بخس".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *