عدالة
ميليشيات الحرس الثوري الإيراني تهرب الآثار في شرقي سوريا
تزخر محافظة دير الزور بمواقعها الأثرية، وتقوم الميليشيات التي تدعمها إيران بالتنقيب بحثا عن قطع أثرية لبيعها في السوق السوداء.
أنس البار |
أفادت مصادر محلية أن الميليشيات الموالية لإيران في دير الزور تنفذ سرا أعمال تنقيب في المواقع الأثرية بالمحافظة بحثا عن قطع أثرية لبيعها خارج سوريا في السوق السوداء.
وتوفر المبيعات مصدر دخل رئيسا للجماعات المسلحة لتستخدمه في تكثيف عملياتها وتمويل أنشطتها.
وتزخر المحافظة الواقعة شرقي سوريا بالمواقع الأثرية على جانبي نهر الفرات، بما في ذلك أطلال مدينة القلعة الرومانية كركيسيوم (قرقيسيا)، وأطلال مدينة ماري التي تعود إلى العصر البرونزي.
هذه المواقع ومواقع أخرى مثل مدينة دورا أوروبوس الحدودية الهلنستية والبارثية والرومانية (بالقرب من مدينة الصالحية الحالية) وقلعة حلبية وزلبية، تتعرض بشكل متزايد للنهب والتدمير.
ووفق المصادر المحلية، فإن الميليشيات الموالية لإيران التي تسيطر على هذه المناطق تنفذ أعمال تنقيب مكثفة داخل بعض المواقع تحت حراسة مشددة.
فقلعة الرحبة بالقرب من بلدة الميادين، التي يعود تاريخها إلى العصور الوسطى، محاطة الآن بحواجز ونقاط أمنية وعناصر ميليشيات مدججة بالسلاح.
وأوردت شبكة دير الزور 24 أن ميليشيا لواء أبو الفضل العباس العراقية التابعة لكتائب حزب الله والتي تدعمها إيران، هي التي تولت مهام التنقيب في القلعة باستخدام أدوات يدوية وآلات بسيطة للحفر تعمل بمولدات كهرباء.
أما في محيط القلعة، فهناك آليات ثقيلة تستخدم في الحفر على أمل العثور على آثار مدفونة.
وصرحت مصادر للشبكة أنه في ريف مدينة البوكمال، تجري أيضا أعمال تنقيب مماثلة، حيث يشرف قيادي في الحرس الثوري الإيراني يدعى "الحاج سعيد" على الأعمال.
وأفيد أن "الحاج سعيد" قد استعان بسكان محليين على دراية جيدة بالمنطقة لإرشاده إلى الأماكن التي لها أهمية تاريخية، ويقوم بالتنقيب فيها باستخدام معدات متخصصة أحضرت لهذا الغرض.
نهب وتهريب
وصرح مدير مجموعة المصدر الإعلامية نورس العرفي للفاصل، أن جماعات الحرس الثوري الإيراني المتمركزة في دير الزور لم تترك أي منطقة إلا وقامت بالتنقيب فيها بحثا عن الآثار التي يمكنها بيعها في السوق السوداء.
وقال إنها تتّبع "عملية ممنهجة" لاستغلال وتدمير جميع المواقع التاريخية العريقة في المنطقة، وأبرزها قلعة الرحبة وموقع دورا أوروبوس بالقرب من بلدة الصالحية.
وأضاف أنه "عندما تكتشف أي قطع آثار، تقوم بسرقتها على الفور ومن ثم تهربها إلى إيران"، مضيفا أن الميليشيات التابعة لإيران تقوم بأعمال "مضرة للغاية بالقيمة الأثرية والإنسانية لتلك المواقع".
فإلى جانب عمليات الحفر التي تجري على نطاق واسع للبحث عن الآثار، يتم استخدام بعض المواقع أيضا كمخازن للسلاح والذخيرة.
وشدد على أن "إيران ووكلاؤها يعبثون بتراث وثقافة مدينة دير الزور وبهوية أهلها".