حقوق الإنسان
عودة مواطني العراق وقيرغيزسان من مخيم الهول السوري تشهد زخما
أعاد العراق وقيرغيزستان مؤخرا بعضا من مواطنيهما من المخيم الذي يديره الأكراد في سوريا حيث تحتجز عائلات مقاتلي تنظيم داعش.
أنس البار |
قبل خمس سنوات، كان مخيم الهول بمحافظة الحسكة السورية في ذروة اكتظاظه، وكان العراقيون الذين فاق عددهم آنذاك 25 ألفا يشكلون نصف مجموع النازحين المقيمين فيه.
لكن منذ منتصف 2021، انخفضت أعداد كاطنيه مع بدء العراق تنفيذ خطة لإجلاء مواطنيه من المخيم الصحراوي الذي يضم أفراد أسر مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وآخرين.
وأُعيد لغاية اليوم نحو ثلث سكان المخيم، مع سير عملية العودة على نحو منتظم على الرغم من بطئها بسبب القيود الأمنية، ويعود ذلك جزئيا لقيام لجنة متخصصة بفحص كل ملف.
وتعمل السلطات العراقية حاليا مع إدارة مخيم الهول لاستلام قوائم النازحين وإكمال التدقيق الأمني.
وخلال الشهرين الماضيين، أجرت وفود عراقية عدة زيارات للمخيم لتفقد أحوال العراقيين، وشرعت باتخاذ كل ما يلزم لزيادة دفعات العائدين.
ونتيجة لذلك، من المتوقع أن تشهد عملية العودة في الفترة المقبلة زخما أكبر.
أعاد العراق حتى 6 تموز/يوليو نحو ألف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، ومن المقرر وصول دفعات إضافية أخرى في غضون أسابيع قليلة.
وتتكاتف الجهود الحكومية لإرجاع جميع العراقيين في المخيم إلى البلاد قبل حلول العام 2026 كأقصى حد، فيما يدعو العراق وحلفاؤه، بما في ذلك الولايات المتحدة، دول العالم لإجلاء رعاياها من المخيم.
في 19 حزيران/يونيو، أعلنت وزراة خارجية قيرغيزستان أنها أعادت 22 من مواطنيها من المخيمات في شمال شرقي سوريا، وهم ثماني نساء و14 طفلا.
وأضافت الوزارة أن صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) ومنظمات دولية أخرى ساعدت في تنفيذ العملية.
وكانت قيرغيزستان قد إعادة أكثر من 500 من مواطنيها منذ العام 2021، معظمهم بحاجة لإعادة التأهيل قبل الاندماج مجددا في المجتمع، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.
إكمال عمليات الإعادة
أكد وكيل وزارة الهجرة العراقي كريم النوري للفاصل أن العراق سيبذل جهودا أكبر لإنجاز خطة الإجلاء بالكامل.
وحذر أن "مخيم الهول خطر للغاية على ... العراق والمنطقة وينبغي تفكيكه وإغلاقه لتلافي تنشئة عناصر إرهابية أكثر شراسة".
وأضاف أن "العزلة وظروف العيش القاسية داخل المخيم تعزز مشاعر العداء لدى النازحين، خاصة الأطفال".
وتابع "وتتيح أيضا بيئة حاضنة للعقيدة المتطرفة للجماعات الإرهابية التي تنشط في تجنيد مقاتلين أشد عنفا".
وأوضح النوري أن العراقيين العائدين من مخيم الهول يلتحقون ببرنامج الإعداد المجتمعي لإعادة الاندماج في مركز الجدعة للتأهيل المجتمعي جنوب الموصل الذي استطاع حتى تاريخه تأهيل نحو ثلاثة آلاف عائد.