حقوق الإنسان
تنظيم داعش سرق طفولة أبناء وبنات مخيم الهول
تشبّع أطفال مقاتلي داعش المقيمين في المخيم بأيديولوجية متطرفة عنيفة وحرموا من عيش طفولة طبيعية.
سماح عبد الفتاح |
يعيش أطفال مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في مخيم الهول بسوريا ظروفا صعبة وبائسة نتيجة القرارات السيئة التي اتخذها آباؤهم.
وقالت روشان كوباني وهي من وحدات حماية المرأة في الهول للفاصل إنه تم إنجاب العديد منهم بهدف وحيد هو أن يكبروا ليصبحوا الجيل المقبل من مقاتلي داعش.
وأضافت أنهم بالتالي لا يتمتعون بأي من مزايا الطفولة الطبيعية، "وأولها الترعرع في كنف العائلة والحصول على الرعاية الطبية الأساسية والتعليم".
وبدلا من ذلك، تشبّع هؤلاء الأطفال بأيديولوجية متطرفة عنيفة وقيل لهم إنهم "أشبال الخلافة" الذين سيشكلون مستقبل التنظيم.
وتساءلت كوباني "أي مستقبل بانتظار هؤلاء الأطفال مع مرور الوقت دون حصولهم على التعليم الضروري والتربية الصحيحة؟"
وأشارت إلى أنه تم تسميم عقولهم بالفكر الإرهابي، ما جعل مسألة تعليمهم "صعبة جدا".
وذكرت أن المنظمات الإنسانية العاملة في الهول وإدارة المخيم تبذل قصارى جهدها لتعليم أطفال داعش باستخدام مختلف الوسائل الحديثة.
ولكن غالبا ما تذهب هذه الجهود سدى لأن أمهاتهم أي الزوجات السابقات لعناصر داعش، يلعبن دورا سلبيا أساسيا في هذا الموضوع.
وكشفت كوباني أن بعض الأطفال الذين يعدون أفضل حالا من غيرهم على المستوى التربوي والنفسي هم أيتام. وقد تمكنوا من نبذ الفكر المتطرف الذي شهدوه واستطاعوا التكيف ولو بصعوبة مع واقعهم الجديد.
وأضافت أن فصل الأطفال عن البالغين غالبا ما يكون الحل للقضاء على تلقين الفكر المتطرف، لكنه يحرم الطفل أيضا من أمه.
وتابعت "لذا تم العمل مع العديد من الأمهات بمحاولة لعلاج الأمر من رأس الهرم. لكن النتائج أتت خجولة أيضا حيث تشربت الأمهات الفكر الإرهابي بطريقة كبيرة أيضا".