إقتصاد

لماذا تضغط روسيا لإكمال الممر بين الشمال والجنوب؟

إن إكمال قسم أساسي في ممر موسكو-مومباي التي تعتبر روسيا المستفيد الرئيسي منه، سيتم على حساب الحلفاء المزعومين مثل مصر.

صورة التقطت في آب/أغسطس الماضي تظهر جزءا من خط سكة حديد رشت-أستارا. [وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية]
صورة التقطت في آب/أغسطس الماضي تظهر جزءا من خط سكة حديد رشت-أستارا. [وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية]

جنى المصري |

قال محللون إنه عبر إكمال خط سكة حديد رشت-أستارا وهو قسم أساسي من ممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب، تحاول روسيا الالتفاف على الحصار المفروض عليها بعد هجومها على أوكرانيا.

ويربط الممر الدولي الذي يبلغ طوله 7200 كيلومتر روسيا بالهند عبر الطرق البرية والسكك الحديدية والبحر. ويضم الممر كل من إيران وكازاخستان وتركمنستان وأذربيجان.

وإن خط رشت-أستارا الذي من المقرر أن يمر عبر إيران على طول بحر قزوين ويرتبط بخط يمر عبر أذربيجان، يعد الجزء الأخير من الطريق الذي يربط الموانئ الروسية المطلة على بحر البلطيق بالموانئ الإيرانية في المحيط الهندي والخليج.

وذكر محللون أن روسيا تعد المستفيد الرئيس من المشروع الدولي الضخم، وذلك على حساب من يسمون بالحلفاء مثل مصر التي تعتمد على إيرادات قناة السويس.

وقال سامي غيط الباحث في مركز الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية للفاصل إن "المواقف الروسية مثيرة جدا للدهشة".

وأوضح أنه "من ناحية على سبيل المثال تراها تلهث للتقرب من بعض الدول العربية وخاصة مصر، ومن ناحية أخرى تراها تسعى لإنشاء ممر بري ينافس قناة السويس".

وذكر أن دعم روسيا لخط رشت-أستارا هو "أكبر دليل على أن مصلحتها العليا فوق أي اعتبار أو تحالف".

واستدرك أن الفائدة الاقتصادية لجميع الدول التي يمر بها الخط ستكون متواضعة، علما أنه سيكون له فائدة استراتيجية بالنسبة لروسيا.

ممر للتحالفات الروسية

وأشار غيط إلى أن "روسيا تطمح لأن يكون هذا الخط الحديدي ممرا لتحالفات مع بعض الدول خاصة الصين وإيران مع الدول الصغيرة التي تدور بفلك هذه الدول".

وذكر أن ذلك سيسهل "الهيمنة الروسية عبر ممرات عالمية جديدة تخدم مصالحها على حساب أمن منطقة الشرق الأوسط والخليج والعالم".

ومن جانبه، قال الخبير العسكري المصري شاهر ياسين لموقع الفاصل إن خط رشت-أستارا اجتذب دعاية إعلامية ضخمة أوحت بأنه سيعمل كممر للنقل البري غير المكلف.

وتابع "لكنه من الواضح أن روسيا تطمح لربط الخليج بمناطقها لأسباب استراتيجية جيوسياسية وعسكرية خاصة بعد الطوق العالمي الذي تعاني منه أثر حربها على أوكرانيا".

وأكد أنه "منذ بدء حرب أوكرانيا وروسيا تضغط على الدول المشاركة بالخط لتسريع العملية".

وأوضح أن ذلك يؤكد "حاجتها إلى المزيد من حرية التنقل ونقل السلاح ربما، أو استعمال الخط في حالات الطوارئ لمواجهة الأعداء التقليديين".

وتابع أن الخط سيتيح لإيران أيضا سهولة التحرك ويوفر لها طريقة جديدة للحصول على الأسلحة وتوزيعها على أذرعها في الشرق الأوسط، ما سيتسبب بالمزيد من التوترات.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

اي خط بري لن يكون منافسا