إقتصاد
مصر تحافظ على إمدادات القمح رغم التحديات المرتبطة بالصادرات الروسية
شكّل إقدام روسيا مؤخرا على تأخير إرسال شحنة قمح إلى مصر بذريعة عدم مطابقة المواصفات، رسالة فعلية إلى القاهرة بشأن تعاملاتها مع دول أخرى.
جنى المصري |
القاهرة -- بذلت الحكومة المصرية جهدا منسقا لتأمين إمدادات قمح منتظمة وسط الحرب الروسية على أوكرانيا والتي أثرت على إمدادات الحبوب حول العالم، وذلك عبر اتخاذ خطوات في الداخل والخارج لضمان توفرها.
وقال خبراء لموقع الفاصل إنه بفضل هذه الجهود تمكنت مصر من تأمين القمح والطحين المناسبين، ما سمح بضمان توفر الخبز.
وأكدوا أنه لم يحصل أي نقص في مادة القمح طوال الأشهر الماضية، وذلك رغم قيام روسيا الشهر الماضي باحتجاز شحنتين من القمح كانتا مرسلتين إلى مصر في موانئ روسية بذرائع واهية.
وفي هذا السياق، قال رجب عبد الحفيظ، وهو من شعبة الحاصلات الزراعية في اتحاد الغرف التجارية بمصر، إن "السلطات المصرية تعتبر مسالة تأمين مادة القمح من الأمور التي تتعلق بالأمن القومي".
وأوضح للفاصل أن "مادة الخبز لا تزال مدعومة من الحكومة"، مشيرا إلى أن "أي نقصان بمادة القمح في الأسواق سيؤدي لعواقب يمكن وصفها بأنها لن تكون جيدة".
وتابع أنه بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، اتخذت مصر خطوات لمنع حصول نقص في القمح.
وذكر "في الداخل يجري زيادة المساحات المزروعة بالقمح ضمن خطة مدروسة للوصول إلى الاكتفاء الذاتي أو شبه الاكتفاء الذاتي، وفي الوقت نفسه يجري تنويع مصادر الحصول على القمح من العديد من الدول".
وأضاف أنه "حاليا يصل القمح من فرنسا والولايات المتحدة وأوكرانيا وروسيا والأرجنتين، مما حافظ على وجود كميات تكفي لأشهر عدة رغم أزمة الشحنتين اللتين تم تأخيرهما في روسيا".
العوائق الروسية
ومن جانبه، قال أستاذ الاقتصاد في جامعة عين شمس شاهر عبد الله للفاصل إن الأمر تطلب تدخلا دبلوماسيا على أعلى المستويات للإفراج عن إحدى شحنتي القمح الروسي المرسلتين إلى مصر.
وذكر أن تأخير شحنات القمح الروسي بهذا الشكل "يعتبر أمرا غير لائق على الإطلاق بالنسبة للعلاقات المصرية-الروسية".
ولم يعط عبد الله مصداقية للسبب الذي تذرعت به موسكو لتأخير الشحنة، وهو عدم مطابقة المواصفات.
وتابع "يبدو الأمر وكأنه رسالة روسية إلى مصر" ردا على الخطوة المصرية نحو "الانفتاح على جميع الدول المؤثرة".
ولفت إلى أن قدرة مصر على تنويع مصادر الحصول على القمح "يعتبر إنجازا دبلوماسيا وسياسيا في ظل الانقسامات العالمية سياسيا في ظل التطورات المتنقلة والأزمات التي تظهر حول العالم".
وأشار إلى أن أزمة السفينتين "ستدفع القيادة السياسية المصرية إلى المزيد من الاحتياطات لضمان عدم حصول أي نقص في الأسواق".
ولفت إلى أن روسيا، التي كانت تصور مصر وكأنها شريك استراتيجي أساسي لها في منطقة المتوسط وشمال أفريقيا، قامت بخطوة ستكون لها تبعات سياسية.