إرهاب
تسارع الحرب ضد الإرهاب الإلكتروني في ظل سعي الجماعات لتعزيز مكانتها
كثفت الجماعات المتطرفة وجودها الإلكتروني في ظل تنافسها على النفوذ ومحاولتها إعادة تجميع صفوفها بعد الخسائر التي تكبدتها على الأرض.
نور الدين عمر |
قال خبراء لموقع الفاصل إن المعركة للقضاء على الإرهاب هي معركة إلكترونية بامتياز، والدليل على ذلك قيام الجماعات المتطرفة بنشر كم هائل من المحتوى عبر الإنترنت خلال موسم الحج الذي اختتم مؤخرا.
وأوضح فاضل الهندي المشرف في مركز البحوث الإنسانية والاجتماعية التابع لجامعة الملك عبد العزيز أن موسم الحج يعتبر من أكبر التجمعات البشرية سنويا، وبالتالي فليس من المستغرب أن تسعى الجماعات المتطرفة إلى استهداف الحجاج القادمين من مختلف أنحاء العالم.
وأضاف لموقع الفاصل أن المحتوى المنشور عبر الإنترنت خلال موسم الحج يهدف إلى "نشر الفكر الضال والعمل على إثارة النعرات والفتن والكراهية تحت الستارة الدينية".
وذكر أن رسائل الجماعات الإرهابية "تطورت تدريجيا من خطب ومواعظ إلى المنشورات الورقية وبعدها إلى شرائط الكاسيت والفيديو ووصلت الآن إلى مواقع التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية".
وأشار إلى أنه تم تأسيس المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال ) في العام 2017 لمراقبة المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال إن مركز اعتدال وشركاءه قاموا بمراجعة وإزالة كم قياسي من المحتوى المتطرف بلغ مليوني منشور، "ما يؤكد على جدية العمل".
ساحة القتال الإلكترونية
ومن جانبه، ذكر عبد الله الدخيل الأستاذ المحاضر في قسم العلوم السياسية في جامعة الملك سعود للفاصل "ليس من قبيل الصدف أن تنشط الآلة الإعلامية الإرهابية خلال موسم الحج".
وتابع "كما أنه ليس من قبيل الصدف أن يكون وراء المنشورات الإرهابية أكبر 3 تنظيمات وهي هيئة تحرير الشام وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) والقاعدة" وكلها تتشارك جذورا أيديولوجية مماثلة.
وأضاف "لا أظن أن الأمر كان عشوائيا بل منظما على أعلى المستويات مع ملاحظة إعلاء شأن داعش مع إعطائه النصيب الأكبر من المنشورات".
وأشار إلى أن هذه الجماعات استخدمت في البداية الساحة الإلكترونية لتجنيد المؤيدين والمقاتلين ونشر فكرها المتطرف، وعادت إلى هذه المقاربة بعد خسائرها المتتالية على الأرض.
وأكد الدخيل أن المعركة الإلكترونية أهم من المعارك على الأرض، لافتا إلى أن مواجهة النشاط الإلكتروني للمتطرفين "سيؤدي إلى إضعاف هذه الجماعات أكثر فأكثر".
وأضاف أنه فيما يتعلق بالقاعدة وداعش، يسعى "الأمراء" السابقون إلى استغلال المحتوى عبر الإنترنت للعودة إلى ما كانوا عليه في السابق أو تسلق السلم القيادي لتلك الجماعات بعد زوال القاعدة الهرمية السابقة.
وتابع أنه بالنسبة لهيئة تحرير الشام التي لا تزال متواجدة على الأرض في سوريا، فإن هذا المحتوى "يعزز من حضورها في مناطق انتشارها" ويصور الجماعة كـ"ملجأ لبقايا الإرهابيين الهاربين".