حقوق الإنسان

المدنيون بمناطق المعارضة فريسة الجوع في ظل عرقلة النظام السوري وصول المساعدات

قال ناشطون إن النظام السوري يحاول معاقبة معارضيه من خلال المماطلة وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية.

أهالي مخيم الركبان يرفعون لافتات منددة بالنظام السوري، في 1 أيلول/سبتمبر، تضامنا مع الاحتجاجات المستمرة في مدينة السويداء جنوبي البلاد. [مركز الركبان الإعلامي]
أهالي مخيم الركبان يرفعون لافتات منددة بالنظام السوري، في 1 أيلول/سبتمبر، تضامنا مع الاحتجاجات المستمرة في مدينة السويداء جنوبي البلاد. [مركز الركبان الإعلامي]

سماح عبد الفتاح |

قال ناشطون إن قوات النظام السوري والميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني تنتهج سياسة تجويع ضد معارضي النظام من خلال فرض حصار محكم على بعض المناطق وعرقلة دخول المساعدات.

وتشمل هذه المناطق البادية الشرقية ومخيم الركبان في منطقة المثلث الحدودي جنوبي سوريا، إضافة إلى المنطقة الشمالية الغربية، حيث عمد النظام وحلفاؤه مؤخرا إلى عرقلة دخول المساعدات الدولية عبر تركيا.

وفي حديث للفاصل، قال طارق النعيمي الذي يعمل في المجال الإغاثي في مخيم الركبان إن "قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية لا تزال تمارس الحصار المشدد على مخيم الركبان وبعض القرى الصغيرة بالقرب من المخيم".

وأشار إلى أن الأوضاع في المخيم تزداد سوءا يوما بعد يوم، في ظل الارتفاع الحاد لأسعار المواد الغذائية التي يجلبها بعض التجار إلى المخيم.

أطفال في مخيم الركبان يجلبون الماء يوم 23 آب/أغسطس، وقد تأثروا بشدة جراء الحصار الذي تفرضه قوات النظام السوري. [مركز الركبان الإعلامي]
أطفال في مخيم الركبان يجلبون الماء يوم 23 آب/أغسطس، وقد تأثروا بشدة جراء الحصار الذي تفرضه قوات النظام السوري. [مركز الركبان الإعلامي]
سائق دراجة نارية يسير في شارع ترابي بمخيم الركبان جنوبي سوريا يوم 13 آب/أغسطس. [هيئة شؤون المدنيين في مخيم الركبان والبادية]
سائق دراجة نارية يسير في شارع ترابي بمخيم الركبان جنوبي سوريا يوم 13 آب/أغسطس. [هيئة شؤون المدنيين في مخيم الركبان والبادية]

وأضاف أن الأطفال هم الأكثر تضررا من الحصار وما نتج عنه من نقص في المواد الغذائية وحليب الأطفال، ما دفع "بعض النساء إلى سلق الأرز وطحنه ومزجه بالماء ليكون بديلا عن الحليب".

وتابع "تعمد أخريات إلى استعمال مادة النشاء وتذويبه بالماء"، مشيرا إلى أن النظام يأمل في استغلال الحصار لإجبار سكان المخيم على مغادرته والعودة إلى مناطق سيطرته.

ولكن ذكر أن السكان يرفضون مغادرة مخيم الركبان خوفا مما سيفعله النظام بهم، لافتا إلى "التكاتف والتكافل بينهم للصمود أطول فترة ممكنة".

دعم الركبان

وفي هذا السياق، قال ناصيف الخالدي وهو من عناصر جيش سوريا الحرة لموقع الفاصل إن "قوات التحالف الدولي وجيش سوريا الحرة [وكان يعرف سابقا باسم جيش مغاوير الثورة] يقدمان كل ما يمكن تقديمه لسكان مخيم الركبان".

وأضاف أن ذلك يشمل "المواد الغذائية وتأمين مياه الشرب، بالإضافة إلى التقديمات الصحية ومتابعة حال أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن والأطفال".

وتقدم هذه المساهمات مجانا تحت إشراف التحالف الدولي.

وأضاف الخالدي أن الجيش السوري الحر يعمل أيضا على خلق فرص عمل من خلال دعم ورش ومصانع الخياطة لإتاحة الفرصة للنساء والأسر لكسب المال.

وخلال فصل الصيف، دعم الجيش السوري الحر كذلك زراعة المحاصيل لبيعها لسكان المخيم بنصف سعر السوق، كمبادرة لدعم الناس وتوفير مصدر أكثر موثوقية للغذاء.

وعمل أيضا على تحسين تعليم الأطفال في المخيم من خلال تسهيل التعاون "بين المدرسين والعاملين بالأنشطة الاجتماعية لتوفير أجواء مدرسية عادية بالنسبة للأطفال".

عرقلة دخول المساعدات

وفي شمالي غربي سوريا، يتم تسليم حوالي 85 في المائة من مساعدات الأمم المتحدة إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة عبر معبر باب الهوى مع تركيا، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.

وبموجب اتفاق أبرم عام 2014، مرت معظم المساعدات المقدمة للملايين في شمال وشمالي غربي البلاد عبر المعبر دون إذن من دمشق.

ولكن في تموز/يوليو، فشل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في الاتفاق بشأن تمديد الآلية، وقالت الأمم المتحدة إن العرض السوري اللاحق بإبقاء المعبر مفتوحا مدة 6 أشهر أخرى تضمن شروطا "غير مقبولة".

وفي الشهر الماضي، قالت الأمم المتحدة إنها ستستأنف تسليم المساعدات بعد التوصل إلى اتفاق مع دمشق مدته 6 أشهر، وقد أثار هذا الاتفاق مخاوف بين جماعات الإغاثة التي تسعى لإبعاد السلطات السورية عن العملية.

ويوم الثلاثاء، 19 أيلول/سبتمبر، دخلت مساعدات الأمم المتحدة للمدنيين إلى شمالي غربي سوريا عبر معبر باب الهوى، في أول قافلة من نوعها منذ تموز/يوليو.

وقال الناشط الإعلامي محمود حاج كامل من مدينة إدلب للفاصل إن السكان المدنيين غاضبون من عرقلة روسيا، حليفة النظام، لدخول المساعدات عبر باب الهوى.

ووصف عرقلة وصول المساعدات إلى مناطق المعارضة بأنها "أداة روسية-سورية لإخضاع مناطق المعارضة ودفعها إلى تقديم تنازلات أو على الأقل دفع النازحين للعودة إلى مناطق سيطرة النظام".

وأكد أن "تأخر وصول المساعدات إلى منطقة شمالي غربي سوريا فاقم الأوضاع المعيشية لدى المدنيين خاصة النازحين منهم".

وأردف أن هؤلاء "يتكلون اتكالا تاما على المساعدات في ظل انعدام فرص العمل وارتفاع الأسعار بشكل جنوني بعد انهيار سعر صرف الليرة السورية أمام العملات الأجنبية وخاصة الدولار الأميركي".

وأشار إلى أن فصل الشتاء على الأبواب، ما يستدعي ضرورة دخول المساعدات ووقود التدفئة إضافة إلى أدوية الأمراض الموسمية المعتادة والتي يعتبر الأطفال وكبار السن من أكثر الفئات عرضة لها.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *