سياسة
تهديد نصر الله لقبرص يزيد من عزلة لبنان
أغضب التهديد الذي وجهه زعيم حزب الله للدولة العضو بالاتحاد الأوروبي قبرص، التكتل وأثر على استقرار لبنان والمنطقة بصورة عامة.
نهاد طوباليان |
بيروت - اعتبر محللون أن التهديد الأخير الذي وجهه زعيم حزب الله حسن نصر الله لقبرص خلال خطاب متلفز يوم 19 حزيران/يونيو، يقوض أمن لبنان واستقرار الجزيرة الواقعة في البحر المتوسط ودول الجوار على حد سواء.
وحذر نصر الله قبرص من أنها إذا فتحت مطاراتها وقواعدها لإسرائيل في حالة اندلاع حرب شاملة مع الحزب، فإنها "ستكون جزءا من الحرب وستتعاطى المقاومة على أنها جزء من الحرب"، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وإن قبرص من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ولديها علاقات جيدة مع اسرائيل ولبنان.
وأوردت صحيفة الشرق الأوسط أنه ردا على تعليقات نصر الله، قال ناطق باسم الاتحاد الأوروبي إن "أية تهديدات ضد الدولة العضو تشكل تهديدات ضد الاتحاد الأوروبي".
وفي هذا السياق، قالت الخبيرة بالشؤون الاقتصادية فيوليت غزال البلعة التي استقرت مؤخرا في قبرص إن تهديد نصر الله "يؤكد مدى تنامي الدور العسكري لحزب الله وخروجه من لبنان لتطال تهديداته دول المنطقة".
وأضافت أن زعيم حزب الله "يهدد استقرار دول الجوار ويدفع لحرب شاملة".
وتابعت أن تهديداته "تعرّض اللبنانيين الذين يتجاوز عددهم بقبرص الـ 30 ألفا لعزلة اجتماعية، وتعرّض مصالحهم التجارية والسياحية والاستثمارية للضرر".
وذكرت "تدقق السلطات القبرصية بلائحة بأسماء لبنانيين وسوريين وعراقيين على صلة بحزب الله، كانوا يخططون لاستهداف مصالح ومواقع أميركية وبريطانية وإسرائيلية".
وحذرت مضيفة أن السلطات "تجري مسحا شاملا لكل اللبنانيين لديها ومن تثبت علاقته بحزب الله سيصنف بالإرهابي".
وقالت "بالمحصلة، سيخسر اللبنانيون الاحتضان والدعم القبرصي بسبب حزب الله".
ضرر للبنان
وبدوره، رأى المحلل السياسي شارل جبور أن "حزب الله ونصر الله لا يهددان لبنان فقط، بل كل دول الجوار كونه قوة وأداة إقليمية إيرانية ومعتمد أساسي لها بمشاريعها الأساسية بالمنطقة".
وقال إن الضرر الذي يلحقه نصر الله بعلاقات لبنان بقبرص ليس استثناء، مشيرا إلى أن حزب الله "كان مسؤولا أساسيا عن ضرب علاقات لبنان بالدول الخليجية".
وأكد جبور أن حزب الله لطالما تصرف مع تجاهل تام للرأي العام اللبناني أو الموقف الرسمي للدولة.
وذكر أن الحزب هو "أداة المشروع الإيراني بالمنطقة" ويعمل لخدمة طموحات النظام الإيراني التوسعية وما يسمى بـ"محور المقاومة".