أمن

الاختراقات الاستخبارية والخيانات تعجّل بانهيار تنظيم داعش من الداخل

تعتمد عمليات مكافحة الإرهاب الناجحة على معلومات استخباراتية يقدمها مخبرون وسجناء للمساهمة في القضاء على تنظيم داعش الإرهابي.

صورة جوية التقطت في 1 تشرين الثاني/نوفمبر 2019 تظهر الموقع الذي قتل فيه زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي في غارة شنتها القوات الخاصة الأميركية بالقرب من قرية باريشا الصغيرة شمالي غربي سوريا. [عمر الحاج قدور/وكالة الصحافة الفرنسية]
صورة جوية التقطت في 1 تشرين الثاني/نوفمبر 2019 تظهر الموقع الذي قتل فيه زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي في غارة شنتها القوات الخاصة الأميركية بالقرب من قرية باريشا الصغيرة شمالي غربي سوريا. [عمر الحاج قدور/وكالة الصحافة الفرنسية]

أنس البار |

منذ نشوئه، روّج تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) لنفسه على أنه التنظيم الجهادي الأكثر تحصينا، زاعما أنه يصعب اختراق صفوفه.

ولكن انهارت هذه الصورة مع مرور الزمن وبدأ التنظيم يعاني من خيانات متعددة بعد زعمه سابقا أنه يتمتع بالولاء المطلق من جانب عناصره.

وتهاوت سريته كذلك نتيجة العمليات الاستخبارية التي نفذتها أجهزة الأمن والمخبرون السريون.

وقدم سجناء من التنظيم اعترافات أدت إلى إنهاء حياة قادة أساسيين في التنظيم الإرهابي.

اختراق الخلايا

وفي هذا السياق، قال الخبير المتخصص في شؤون مكافحة الإرهاب فاضل أبو رغيف إن التنظيم "انهار من الداخل".

وذكر في حديث لموقع الفاصل "لعبت وكالات الاستخبارات عبر زرع مصادرها السرية داخل صفوف التنظيم دورا أساسيا في اختراق خلاياه".

فتم جمع بيانات دقيقة للغاية عن الهويات الحقيقية لكبار الإرهابيين وتم تعقب تحركاتهم واستهدافهم.

وأضاف أبو رغيف "ساهم المخبرون باقتياد رجال الأمن إلى مخابئ التنظيم ومحاصرة فلوله وإنهاك مقدرتهم على النجاة من الملاحقة".

وشدد على أهمية مقتنيات الإرهابيين المضبوطة من فيديوهات ووثائق ومنشورات تشكل بالتراكم "بنكا مليئا بالمعلومات الهامة".

وذكر أنه "بفضل ذلك جرى اصطياد وتحييد قادة إرهابيين بارزين".

وأوضح أبو رغيف أن المراقبة الرقمية لحسابات داعش على مواقع التواصل الاجتماعي أدت بنجاح إلى "تتبع واعتقال شبكات تجنيد وإحباط عمليات هجومية لذئاب منفردة في أماكن من العالم".

خيانات بين عناصر داعش

هذا وكشفت تقارير استجواب للجيش الأميركي عن نمط مبكر من الخيانات بين عناصر التنظيم كان قد بدأ حتى قبل إعلانه "الخلافة" في الموصل في منتصف العام 2014.

وكُشف النقاب عام 2021 عن خيانة زعيم داعش السابق محمد المولى الملقب بأبو إبراهيم القرشي، وقد جرى ذلك قبل عام من مقتله على يد القوات الأميركية في إدلب السورية عام 2022.

وحين كان سجينا في العراق عام 2008، أدلى المولى للقوات الأميركية بمعلومات مفصلة خلال الاستجوابات شملت أسماء وألقاب وأوصاف ومواقع 68 قياديا بداعش.

وأسفرت هذه المعلومات التي وفرها عن قتل ثاني أكبر شخصية بداعش آنذاك على يد التحالف الدولي في تشرين الأول/أكتوبر 2008، وهو المغربي أبو قسورة.

وخلال خلافته المزعومة، نفذ التنظيم إعدامات بحق العديد من عناصره بتهم الخيانة.

وبعد هزيمته بالعراق وسوريا، أدى اعتقال عناصره خلال عمليات أمنية إلى دفق من المعلومات القيّمة.

ومن أبرز هؤلاء المعتقلين عبد الناصر قرداش وهو أحد أخطر قادة داعش وأسماء محمد الكبيسي وهي أرملة الزعيم الأسبق للتنظيم أبو بكر البغدادي.

وفي هذا الصدد، تعمل الولايات المتحدة بصورة نشطة على تعزيز قدرات مكافحة الإرهاب لدى شركائها الإقليميين والدوليين. ويتمثل الهدف بتحجيم فعالية الإرهابيين عبر تنسيق العمليات الاستخبارية والتحقيقات وجهود الأمن السيبراني.

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة الفاصل بشأن التعليقات