أمن

إيران والحوثيون: تحالف متصدع يدمّر اليمن

تؤكد التوترات المتصاعدة التي تؤججها اعترافات المسؤولين الإيرانيين بأن الحوثيين انحرفوا عن التوجيهات استغلال طهران لليمن كساحة معركة بالوكالة.

مقاتلون حوثيون يشهرون أسلحتهم في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، في 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2025. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]
مقاتلون حوثيون يشهرون أسلحتهم في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، في 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2025. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

بقلم فيصل أبو بكر |

قال محللون إن التحالف بين إيران والحوثيين متصدع لأن طهران تنظر إلى الحوثيين على أنهم وكلاء تابعون ، وليس شركاء، وتستخدمهم لتعزيز مصالحها الإقليمية دون الاكتراث باستقرار اليمن.

وقد أثارت التصريحات التي أدلى بها مسؤول إيراني لصحيفة التلغراف شكوكا حول قوة وصلابة العلاقة بين إيران والحوثيين.

وكان المسؤول قد أشار بشكل خاص إلى أن الحوثيين "أصبحوا خارجين عن السيطرة" و"لم يعودوا يستمعون إلى طهران كما كانوا سابقا".

وأضاف في 27 تشرين الثاني/نوفمبر أن جماعات عراقية كذلك تتصرف وكأنها غير مرتبطة بإيران.

ووفقا لتقرير صحيفة التلغراف، فقد أصبح الحوثيون أهم وكلاء طهران بعد العمليات العسكرية الإسرائيلية التي سحقت قيادة حزب الله في لبنان وعزلت حماس في قطاع غزة.

وكانت التوترات قد تصاعدت بين طهران والحوثيين في نيسان/أبريل بعد فشل إيران في الرد على الغارات الجوية الأميركية المكثفة.

علاقة قائمة على الاستغلال

من جهته، قال محمد العمدة، رئيس الشبكة اليمنية لحقوق الإنسان، في حديث للفاصل "إن التوتر بين إيران والحوثيين ليس مفاجئا، لأنه يكشف طبيعة العلاقة التي تقوم على الهيمنة الإيرانية من جهة، وسعي الحوثيين لفرض مشروعهم من جهة أخرى، دون أي مشروع وطني يعود بالنفع لليمن".

وأضاف في تصريح لموقع الفاصل أن "تأكيد المسؤولين الإيرانيين على انحراف الحوثيين عن توجيهاتهم يؤكد أن العلاقة تبعية لا شراكة، وأن طهران تستغل اليمن ساحة صراع بالوكالة".

وشدّد على أن المواطن اليمني يبقى الضحية الأولى لهذه العلاقة.

وقال إن "كلا من إيران والحوثيين مسؤولان عن المأساة اليمنية ، عبر تفكيك الدولة وتدمير الاقتصاد وتمزيق النسيج الاجتماعي، ما أدى إلى موجات من العنف والفقر والنزوح".

تخلّي إيران خلال الضربات

وقد اعتبر العمدة أن امتناع إيران عن دعم الحوثيين خلال الضربات الأميركية دليل واضح على أن النظام الإيراني ينظر إلى الحوثيين كأداة.

وأشار إلى أنه "تاريخيا، تتخلى إيران عن وكلائها عندما ترتفع كلفة دعمهم، وهو ما تكرر مع الجماعات في العراق و سوريا ولبنان .

بدوره، أيد المحلل السياسي فيصل أحمد هذا الرأي، مشيرا إلى أن إيران قد تخلت تكتيكيًا عن الحوثيين خلال الضربات الأميركية لأن أولوية طهران الرئيسية هي "تجنب أي ضرر مباشر لمصالحها".

وأكد لموقع الفاصل أن "سلوك إيران تجاه الحوثيين يعكس طبيعة العلاقة القائمة على التبعية الوظيفية".

وأردف قائلا إن "الحوثيين مجرد أداة نفوذ تتخلى عنها طهران عندما تقتضي مصالحها ذلك".

ورأى أحمد أن الخلاف لا يبرّئ أي طرف من مسؤوليته عن الخراب في اليمن.

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة الفاصل بشأن التعليقات

يرجى إدخال الأرقام *