أمن
الحوثيون: دمى متحركة تخدم اجندة طهران الجيوسياسية
يُبرز إرسال قائد من فيلق القدس إلى اليمن نفوذ إيران القوي على قيادة الحوثيين، ويُسلّط الضوء على التحديات الداخلية المتصاعدة التي تواجهها الجماعة.
![مقاتلون حوثيون يتفقدون موقع غارة جوية في صنعاء. أدت هذه الغارات إلى مقتل كبار القادة الحوثيين، مما دفع النظام الإيراني إلى إرسال قائد كبير في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، في جهد وصفه بعض المحللين بأنه محاولة للسيطرة على الأضرار داخل قيادة الحوثيين. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/11/24/52885-afp__20250407__39d44cr__v2__highres__topshotyemenusconflict-600_384.webp)
فريق الفاصل |
التحكم بالقيادة الحوثية
عاد عبد الرضا شهلائي، القائد الكبير في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.
تُشير عودته إلى انخراط طهران المباشر في محاولة لحل أزمة القيادة داخل الحوثيين.
على الرغم من ادعاء الجماعة بأنها حركة نابعة من الشعب، تشير جميع الأدلة إلى نفوذ طهران الواسع في هيكلة عملياتها واستراتيجيتها.
لطالما كانت قيادتها أداةً سهلة المنال لتنفيذ طموحات إيران الإقليمية الخبيثة.
يواجه الحوثيون تحديات داخلية جسيمة، بما في ذلك فراغ قيادي وإخفاقات أمنية جمة.
انشق عدد من كبار القادة العسكريين الحوثيين.
من بينهم العميد صلاح الصلاحي، قائد اللواء العاشر صماد.
إضافةً إلى ذلك، أدى مقتل رئيس أركان الحوثيين، محمد الغماري، مؤخراً إلى مزيد من الفوضى في صفوف الجماعة.
يصف محللون يمنيون هذا الوضع بأنه 'أزمة خيارات وأولويات.'
يتفاقم الوضع بسبب افتقار الجماعة إلى قيادة متماسكة وتنامي المشاعر المعادية لها بين اليمنيين.
فوضى القيادة
صرح المحلل العسكري العميد الركن محمد الكميم بأن إيران أرسلت شهلائي إلى اليمن للإشراف على الشؤون الأمنية والعسكرية للحوثيين.
وأكد أن هذه العودة ليست مجرد تحرك عابر، وإنما لحظة مفصلية تكشف حجم الانهيار الداخلي للجماعة.
وأوضح الكميم قائلاً: "إن وجود شهلائي في العاصمة اليمنية يشير إلى أن عملية صنع القرار قد انتقلت من الحوثيين إلى سيطرة الحرس الثوري الإيراني المباشرة."
كما أشار إلى أن قيادة الحوثيين أثبتت عجزها عن الحفاظ على الأمن، أو إدارة المجتمع، أو حتى الحفاظ على تماسكهم الداخلي.
وتشير تقارير أخرى إلى أن التدخل عال المستوى للحرس الثوري الإيراني هو استجابة مباشرة على النكسات التي تواجهه أذرعه الإقليمية الأخرى مثل حماس وحزب الله.
تعكس أفعال الحوثيين في اليمن بوضوح طموحات إيران الاستراتيجية، حيث تمارس طهران نفوذاً كبيراً على قيادتهم وعملياتهم.
بإعطاء الأولوية لأجندة إيران الجيوسياسية، يُديم الحوثيون أمد الصراع، ويزعزعون استقرار المنطقة، ويُعمّقون الأزمة الإنسانية في اليمن.
إن توافقهم مع المصالح الإيرانية يُقوّض جهود السلام ويُفاقم معاناة ملايين اليمنيين الذين هم في أمسّ الحاجة إلى المساعدة.
يُسلّط هذا التحالف الخطير الضوء على كيفية استخدام إيران للحوثيين كعملاء لتوسيع نفوذها، متجاهلةً الخسائر المدمرة التي تسببها.
إن فضح هذه الصلة أمرٌ بالغ الأهمية من اجل معالجة الأسباب الجذرية للاضطرابات في اليمن، وهو أمرٌ لابد من لتمهيد الطريق نحو الاستقرار والتعافي.