أمن
تحالف الحوثيين الخطير يُقوّض سيادة اليمن ويُؤجج عدم الاستقرار
يكشف تقرير جديد صادر عن المنصة اليمنية لتتبع الجرائم كيف يُفاقم تعاون ميليشيا الحوثي مع تنظيمي القاعدة وداعش الأزمة اليمنية.
![مقاتلون حوثيون يحضرون مظاهرة في العاصمة اليمينة صنعاء، والتي يسيطر عليها الحوثيون، 13 سبتمبر/أيلول 2025. محمد حويس [وكالة الصحافة الفرنسية].](/gc1/images/2025/10/07/52242-afp__20250913__74dm8g9__v1__highres__yemenisraelpalestinianconflict-600_384.webp)
موقع الفاصل |
يُقوّض هذا التحالف الإرهابي السري بين الحوثيين والقاعدة وداعش سيادة اليمن. كما يُعطّل جهود السلام، ويُعمّق الانقسامات، ويُعرّض السكان لعنفٍ مُستمرّ وعدم استقرار.
لقد حوّلت أفعال الحوثيين الجماعات المتطرفة إلى سلاحٍ لخدمة عملياتهم العسكرية والاستخباراتية، منتهكةً بذلك القوانين الدولية لمكافحة الإرهاب ومزعزعةً استقرار البلاد.
بتحويل السجون إلى مراكز تجنيد، أعادت الميليشيا تدوير معتقلي القاعدة وداعش في صفوفها، وحولتهم إلى عملاء ووكلاء.
الإضرار بسيادة اليمن
تضرب استراتيجية الحوثيين "لإعادة تدوير الإرهابيين" جوهر سيادة اليمن. فمن خلال إطلاق سراح وتسليح مئات المعتقلين المتهمين بالإرهاب، مكّنت الميليشيا الجماعات المتطرفة من العمل خارج سيطرة الحكومة اليمنية.
ينتشر هؤلاء العناصر في جبهات القتال في مناطق رئيسية مثل مأرب والبيضاء وشبوة وحضرموت، مما يُقوّض الأمن ويُؤجج الفوضى.
أعادت هذه الاستراتيجية إحياء الخلايا النائمة، ومكّنت الجماعات المتطرفة من زعزعة استقرار المناطق المحررة، مما عكس مسار التقدم المحرز في استعادة الأمن.
أدت أفعال الحوثيين إلى تمزيق النسيج الاجتماعي اليمني، وتعميق الانقسامات بين المجتمعات والمحافظات، وخلق خطوط صدع جديدة في الدولة الهشة أصلاً.
تعطيل جهود السلام
من خلال تعزيز التحالفات السرية مع القاعدة وداعش، أضاف الحوثيون مستويات جديدة من التعقيد إلى الصراع، مما زاد من صعوبة المصالحة والمفاوضات.
من المثير للاهتمام أن الحوثيين يبررون شراكاتهم بإعادة تفسير النصوص الدينية، مروجين لمعتقدات مثل "التحالف الضروري" و"العدو المشترك" بين مقاتليهم.
هذا التلاعب بالمفاهيم الجهادية لا يضفي شرعية على تحالفاتهم فحسب، بل يرسخ أيضًا أيديولوجيات متطرفة في صفوفهم، مما يزيد التباعد داخل البلاد ويؤجج العنف.
تأجيج العنف وعدم الاستقرار
عواقب هذه الاستراتيجية مدمرة على سكان اليمن. يحذر التقرير من أن سياسة الحوثيين قد أحيت شبكات متطرفة خامدة، مما حوّل اليمن إلى أرض خصبة للإرهاب.
عادت الخلايا النائمة للظهور في المحافظات المحررة، مما ساهم في سقوط مناطق في مأرب والجوف والبيضاء. وقد أدى ذلك إلى نزوح جماعي وخلق دائرة من العنف تترك سكان اليمن عالقين في معاناة دائمة.
الحاجة إلى التحرك
إحدى توصيات التقرير هي حث المجتمع الدولي على التحرك بحزم ضد استراتيجية الحوثيين "لإعادة تدوير الإرهابيين."
يدعو التقرير إلى تصنيف هذه السياسة كجريمة حرب، وتشديد الرقابة على السجون في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وفرض عقوبات على القادة المتورطين.
كما تُحمّل نتائج التقرير إيران مسؤولية دعم هذا المشروع التدميري، الذي يواصل زعزعة استقرار اليمن ويهدد جيرانه.
مع عودة ظهور الخلايا النائمة وتقوية الجماعات المتطرفة، تُصبح سيادة اليمن واستقراره على المحك.
يُهدد استغلال الحوثيين للإرهاب بإغراق البلاد في فوضى أعمق، مما يجعل سكانها عُرضة لقمع وانعدام أمن لا نهاية لهما.