أمن
خيانات في صفوف الحوثيين؟ تسريبات استخباراتية تكشف عمليات تهريب حوثية
أثارت تسريبات من داخل صفوف الحوثيين تكهنات بخيانة القيادة، حيث اعترضت السلطات اليمنية شحنات أسلحة محظورة بالغة الأهمية، مما عطّل سلاسل إمداد الجماعة وعملياتها.
![تواصل السلطات اليمنية، بالتعاون مع شركائها الدوليين، ضبط مواد محظورة، بما في ذلك طائرات مسيرة متجهة إلى الحوثيين. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/10/28/52555-afp__20251027__824x3ct__v1__highres__palestinianisraelconflictgazaaid-600_384.webp)
فريق الفاصل |
كشفت سلسلة من عمليات الاعتراض الناجحة لشحنات محظورة متجهة إلى المتمردين الحوثيين في اليمن عن نمط من التسريبات الداخلية.
تشير هذه التطورات إلى أن عناصر من صفوف الحوثيين، ربما من قيادات رفيعة المستوى، يسربون معلومات استخباراتية بالغة الأهمية. وهذا يثير تساؤلات حول التماسك الداخلي والثقة داخل الجماعة.
اعتراضات المواد المحظورة تكشف عن معلومات داخلية
في الأشهر الأخيرة، اعترضت السلطات اليمنية شحنات متعددة من الأسلحة والطائرات المسيرة وغيرها من السلع غير المشروعة الموجهة إلى الحوثيين.
أدت هذه العمليات، التي نُفذت بدقة ملحوظة، إلى تعطيل سلاسل إمداد رئيسية تُغذي موارد الجماعة المالية.
في حين تُعدّ عمليات الضبط انتصارًا تكتيكيًا على الحوثيين، فإن مصدر المعلومات الاستخباراتية التي تُحرّك هذه العمليات هو جوهر القصة.
يعتقد الخبراء والمحللون الإقليميون أن التسريبات مصدرها داخل جماعة الحوثي نفسها. وقد تم توجيه الشحنات المُعترضة عبر قنوات شديدة السرية، مما يُشير إلى معرفة داخلية.
يشير هذا الكشف إلى وجود انقسامات داخل الجماعة، حيث يُحتمل أن يُخرّب بعض الأعضاء أو الفصائل العمليات لتحقيق مكاسب شخصية أو مكاسب سياسية.
كان من شأن المواد المُهرّبة المُصادرة أن تُعزّز ترسانة الحوثيين، مما يُتيح لهم سلوكًا أكثر عدوانية. بدلًا من ذلك، تواجه الجماعة انتكاسات كبيرة قد تُضعف قدرتها على مواصلة جهودها العسكرية.
تُسلّط الشحنات المُعترضة، التي شملت مخدرات وأسلحة ومكونات طائرات مُسيّرة، الضوء على الدور المهم للوحدة 190 التابعة للحرس الثوري الإيراني في تنظيم عمليات التهريب. وتهدف هذه الجهود إلى تقوية الحوثيين في صراعهم الإقليمي.
كما تكشف جهود التهريب هذه عن تعقيد اللوجستيات والتنسيق اللازمين لاستدامة مثل هذه العمليات، مما يُسلّط الضوء على النية الاستراتيجية للحرس الثوري الإيراني لتمكين حلفائه.
مع ذلك، فإن الخروقات الأمنية المتكررة التي أدت إلى اعتراض هذه الشحنات تكشف عن ثغرات كبيرة في سلسلة الاتصالات بين الحرس الثوري الإيراني والحوثيين. هذه الثغرات لا تُعطل تدفق الإمدادات الحيوية فحسب، بل تُقوّض أيضًا فعالية عملياتهم، مما يُشير إلى نقاط ضعف في شبكتهم الأوسع.
خيانة القيادة أم صراعات داخلية؟
أثار احتمال وجود خيانة داخل قيادة الحوثيين تكهنات واسعة النطاق.
يشير محللون إلى أن كبار القادة ربما يُسرّبون معلومات استخباراتية إلى جهات خارجية، إما للحصول على حوافز مالية أو لكسب نفوذ داخل الجماعة.
ويرجح آخرون بأن الفصائل المتنافسة داخل الحوثيين قد تُقوّض بعضها البعض في إطار صراع داخلي على السلطة.
بالنسبة للحوثيين، تُشكّل هذه التسريبات تحديًا خطيرًا. وتشير التقارير إلى تآكل الثقة داخل التنظيم، وتزايد التوجس بين قياداته.
تُشير مصادر مقربة من الجماعة إلى أن تحقيقات داخلية وإجراءات أمنية مُشددة جارية. ومع ذلك، قد تُفاقم هذه الجهود من توتر العلاقات داخل صفوف المتمردين، مما قد يُعمّق الانقسامات.
لم تقتصر أفعال جماعة الحوثي وأنشطتها الخبيثة على زعزعة استقرار اليمن فحسب، بل تسببت أيضًا في معاناة هائلة لشعبه. وتُبرز الصراعات الداخلية داخل الجماعة ضعف تماسكها وثقتها بقيادتها، كاشفةً عن انقسامات عميقة تُقوّض قدرتها على الادارة بفعالية.
يُظهر هذا الخلاف الداخلي، إلى جانب أجندتها التدميرية، أن جماعة الحوثي تُعطي الأولوية للسلطة فوق كل شيء آخر، تاركةً الشعب اليمني الخاضع لسيطرتها في حالة معاناة مستمرة.