أمن

زيارة الشرع إلى واشنطن ستريح الشعب السوري

تشكل حقبة التعاون الجديدة بين سوريا بقيادة الشرع والولايات المتحدة منعطفا مفصليا، يُسدل الستار على صفحة مظلمة من التاريخ سببت معاناة عميقة للشعب السوري.

رجل يحمل العلم السوري يقف قبالة البيت الأبيض في واشنطن العاصمة يوم 10 تشرين الثاني/نوفمبر، عقب اللقاء الذي جمع الرئيس السوري أحمد الشرع بالرئيس الأميركي دونالد ترامب. [بريندان سميالوفسكي/وكالة الصحافة الفرنسية]
رجل يحمل العلم السوري يقف قبالة البيت الأبيض في واشنطن العاصمة يوم 10 تشرين الثاني/نوفمبر، عقب اللقاء الذي جمع الرئيس السوري أحمد الشرع بالرئيس الأميركي دونالد ترامب. [بريندان سميالوفسكي/وكالة الصحافة الفرنسية]

نور الدين عمر |

اعتبر محللون في حديثهم لموقع الفاصل أن اللقاء الذي جمع الرئيس السوري أحمد الشرع بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن، يُعد أهم خطوة سياسية واستراتيجية تتخذها الإدارة السورية الجديدة منذ سقوط النظام السابق.

ففي سابقة تاريخية، استقبل الرئيس ترامب الرئيس السوري الشرع في البيت الأبيض، في زيارة جاءت بعد لقائهما في السعودية قبل ستة أشهر، وبعد أيام قليلة من رفع واشنطن صفة الإرهابي العالمي المصنف بشكل خاص عن أحد القادة السابقين لفصيل تابع لتنظيم القاعدة .

بعد اللقاء، أكد وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى أن سوريا وقعت إعلان تعاون سياسي بهدف الانضمام إلى جهود التحالف الدولي لهزيمة تنظيم " الدولة الإسلامية " (داعش).

وبالتزامن مع اللقاء، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية تعليقا جزئيا لمدة 180 يوما للعقوبات التي كانت مفروضة على سوريا بموجب قانون قيصر .

سوريا تنضم إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش

في حديثه لموقع الفاصل، قال المحلل السياسي عبدالنبي بكر إن "نتائج زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى البيت الأبيض للقاء الرئيس الأميركي ستكون إيجابية لمستقبل سوريا والسوريين. فانضمام سوريا إلى التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب سيكون المسمار الأخير في نعش تنظيم داعش".

وأشار إلى أن هذا التعاون سيثبت "الأمن والاستقرار في سوريا طيلة السنوات المقبلة، وهو ما يريده الشعب السوري بالدرجة الأولى".

وبحسب بكار، يتطلع السوريون في هذه المرحلة لتهدئة الأوضاع الأمنية، مع تقدير واضح للدور الذي لعبه حلفاء التحالف الدولي في القضاء على دولة داعش المزعومة.

تخفيف العقوبات

هذا ويرتبط إحياء الاقتصاد السوري ورفع القدرة الشرائية للسوريين بالمسار السياسي الجديد.

وقال الخبير الاقتصادي السوري والأستاذ المحاضر في جامعة دمشق محمود مصطفى لموقع الفاصل إن "هذا المسار ضروري للتغلب على إرث العهد السابق الذي أدت سياساته إلى فرض عقوبات اقتصادية قاسية، وخاصة قانون قيصر".

وبعد الزيارة الإيجابية وتعليق قانون قيصر بشكل مؤقت من جانب وزارة الخزانة الأميركية، أوضح أن الخطوة التالية تتمثل في دفع المسارات القانونية والتشريعية الأميركية للوصول إلى رفع كامل للعقوبات وإنهاء العمل بالقانون بصورة نهائية.

وأضاف أن "رفع العقوبات عن سوريا سيتيح تدفق الأموال المخصصة للاستثمارات والشركات الجديدة، مما يؤمن آلاف الوظائف للشعب السوري الذي يعاني من انعدام القدرة الشرائية بشكل لافت".

وتابع أن "المرحلة التالية ستشهد استقطاب أموال إعادة إعمار ما خلفته الحرب، والتي تقدر بأكثر من 200 مليار دولار أميركي على أقل تقدير".

وختم مؤكدا أن تعاون سوريا مع الولايات المتحدة في عهد الشرع سيضمن تحقيق الاستقرار الكامل من خلال تعزيز حملة القضاء على الإرهاب وملاحقة فلول تنظيم داعش.

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة الفاصل بشأن التعليقات

يرجى إدخال الأرقام *