مجتمع
جهود جارية لإعادة المدنيين من مخيمات سوريا
تعمل منظمات الإغاثة الدولية على تعزيز جهودها لإعادة تأهيل سكان مخيمي الهول وروج بهدف مساعدتهم على التخلي عن الأيديولوجيات المتطرفة.
![نساء وأطفال في طابور خلال عملية أمنية نفذتها قوات الأسايش (قوات الأمن الداخلي الكردية) في مخيم روج بمحافظة الحسكة السورية، حيث تحتجز عائلات أفراد يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم داعش في 5 نيسان/أبريل. [دليل سليمان/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/10/30/52523-alroj_camp-600_384.webp)
سماح عبد الفتاح |
أكد ناشطون مطلعون على شؤون مخيمي الهول وروج في محافظة الحسكة السورية وجود إجماع دولي وإقليمي على ضرورة إغلاق المرفقين اللذين يأويان عائلات مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
ويشمل هذا العمل إعادة المعتقلين وخاصة الأسر إلى بلدانهم الأم بعد استكمال إعادة تأهيلهم النفسي والاجتماعي اللازم لاندماجهم بنجاح في المجتمع.
وفي هذا السياق، قالت نرمين عثمان وهي عاملة إغاثة في الهلال الأحمر الكردي إن "إقفال مخيمات الشمال السوري التي تضم عائلات تنظيم داعش ليس بالأمر اليسير ولا يمكن التسريع به إلا ضمن شروط محددة".
وتعتبر جلسات إعادة التأهيل ضرورية لهذه الأسر ولا سيما النساء والأطفال، لضمان تخليهم عن الأيديولوجيات المتطرفة التي اكتسبوها على مر السنين.
وأوضحت عثمان "تتم العملية من قبل إدارة المخيم بالتعاون مع المنظمات الدولية الاغاثية والإنسانية والتي تقدم تقاريرها بشكل دوري عن الحالات التي تتم معالجتها".
وأضافت أن "الحملات الأمنية المتتالية تلعب دورا أساسيا لفرز قاطني المخيمات من أجل فصل المتطرفين عن غيرهم".
إعادة المواطنين إلى بلدانهم
وأكدت أن "العديد من الدول تقوم فعلا باستعادة مواطنيها لاستكمال عمليات التأهيل خاصة من جانب الدول الأوروبية، إلا أن العملية لا تتم بطريقة واحدة بسبب اختلاف القوانين والأعراف الاجتماعية".
ولفتت إلى أنه بعد إعادة التأهيل لا تغادر العائلات السورية المخيم إلا بعد التواصل مع عشائرها. وأوضحت أن "هذا التدبير يتخذ لضمان عدم عودتها إلى الأفكار والممارسات المتطرفة".
وأردفت أن قضية العائلات العراقية هي بيد السلطات العراقية "التي تسعى إلى إفراغ المخيمات وتحاول إقفال الملف قبل انتهاء العام الجاري".
ضمان المساءلة
ومن جهته، قال المحامي السوري بشير البسام للفاصل إن "ملف مخيمي الهول وروج يعتبر من الملفات المعقدة على الصعيد القانوني وهو يتكون من عدة أقسام".
وأشار إلى أن "الملف معقد بسبب اختلاف فئات المعتقلين. فهناك العائلات غير المتورطة بأعمال العنف لكن أحد أفرادها أو أكثر سبق وانضم لتنظيم داعش وهناك المتورطات بالأعمال الإرهابية ولا تزال تمارس هذه الأعمال في المخيمات، ويوجد أيضا عناصر التنظيم المحتجزين في سجون الحسكة وهم من المصنفين بالإرهابيين للتورط المباشر بالعنف".
وبالتالي، يجب أن معالجة القضية عبر القنوات القضائية والقانونية لضمان الحقوق والمساءلة عن الأفعال الإجرامية.
وأكد البسام أن الجهود الدولية تهدف إلى تسريع إقفال مخيمي الهول وروج وإعادة المدنيين ومساعدة السلطات السورية في تسريع مرحلة إعادة الإعمار.
وختم لافتا إلى ضرورة مثول عدد كبير من الرجال والنساء أمام المحكمة لتحديد مصيرهم.