إرهاب
عائلات تغادر مخيمات سوريا لحياة جديدة في ظل تسارع جهود إعادة الإدماج
تشهد عملية إعادة دمج عائلات عناصر داعش المعتقلة في المخيمات السورية ذات الإدارة الكردية زخما خلال العام الجاري.
![نساء يحملن كيسا كبيرا يحوي ممتلكاتهن استعدادا لتحميله في شاحنة حاويات قبيل مغادرتهن مخيم الهول بمحافظة الحسكة السورية للعودة إلى العراق، وذلك في 9 شباط/فبراير. [وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/07/30/51334-women-leave-hol-600_384.webp)
سماح عبد الفتاح |
قال مختصون ومراقبون إن العائلات التي كانت في السابق مرتبطة بتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) تعيد بنجاح بناء حياتها داخل المجتمعات السورية من خلال برامج إدماج منظمة بعناية.
واكتسبت عملية إعادة الإدماج زخما خلال العام الجاري، إذ تزايدت حالات المغادرة من المخيمات المدارة من قبل قوات سوريا الديموقراطية في شمالي شرقي سوريا.
وقالت نرمين عثمان العاملة في قسم الإغاثة بالهلال الأحمر الكردي وتقيم في مخيم الهول إن السلطات الكردية بدأت منذ أكثر من 3 سنوات بفتح باب العودة الطوعية للعائلات التي لا تشكل خطرا على المجتمعات.
وبالإضافة إلى السلطات الكردية، تساعد المنظمات الأهلية المحلية والوكالات الدولية بما في ذلك المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في عملية إعادة الإدماج.
![فتاة تبتسم في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023 بمخيم روج بمحافظة الحسكة السورية حيث يحتجز أقارب الأشخاص المشتبه بانتمائهم لتنظيم داعش. [دليل سليمان/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/07/30/51333-roj-camp-resident-600_384.webp)
وتشارك العشائر وأجهزة الأمن ومنظمات حقوق الإنسان أيضا في الإشراف على برامج إعادة الإدماج التي تشمل الفحص الأمني والكفالة العشائرية وخدمات إعادة التأهيل الشاملة.
وذكرت عثمان أن عملية المغادرة تمر بعدة مراحل تبدأ بتحقيق أمني دقيق ومشدد قبل التنسيق مع السلطات العشائرية.
وتابعت أن هذه السلطات تقوم بدور الكفيل للعائلات المفرج عنها من خلال تأمين السكن وإتاحة فرص العمل وضمان عدم انجرارها مجددا إلى أي "محيط إرهابي خاصة تنظيم داعش وأفكاره السامة".
وقبل مغادرتها، تخضع العائلات بحسب الفئات العمرية ونوع الجنس لجلسات علاج نفسي واجتماعي لتسهيل عملية إعادة الاندماج في المجتمع، ويحصل الأطفال على الدعم الأكبر في عملية التأهيل.
وتستمر هذه البرامج بعد الخروج من المخيم من خلال مؤسسات مختصة لرعاية الأطفال في شمالي وشرقي سوريا، فتوفر دورات صيفية تشجع على عودة الأطفال الذين انقطعوا لفترة طويلة عن الدراسة على العودة إلى المدارس.
إعادة اندماج ناجحة
وفي هذا الإطار، تتابع العاملة الاجتماعية بمخيم روج سمية العيسى بالوقت الحالي أحوال السكان السابقين في المخيم والذين توزعوا عبر محافظات دير الزور وحمص والرقة.
وقالت إن الدعم العائلي والعشائري المترافق مع الحماية الأمنية وفر بيئة آمنة سهلت إلى حد كبير الاندماج في المجتمع.
وذكرت أنه في هذه الأثناء، تساعد المتابعة التي تجريها الفرق المختصة العائلات على الشعور بالحماية والحصول على المساعدة اللازمة.
واستشهدت العيسى بالعديد من قصص النجاح، لكنها قالت لموقع الفاصل إنها لا تستطيع الإفصاح عن الأسماء لاعتبارات أمنية واجتماعية.
فعلى سبيل المثال، بدأت إحدى النساء في دير الزور مشروعا للخياطة بعد أن تلقت الدعم للانطلاق به ووظفت معها نساء أخريات تركن مخيم الهول لبيع الملابس والزي الرسمي للسكان المحليين والسلطات الحكومية المحلية.
ورغم قلة فرص العمل المتاحة للرجال، فإن طبيعة المنطقة الزراعية توفر العديد من فرص العمل ما يسهّل الاندماج التدريجي.