أمن

قدرة العراق العسكرية تتطور مع تحول الولايات المتحدة لدور استشاري

تحرز القوات العراقية تقدما ضد تنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش) مع تحول الولايات المتحدة إلى دور استشاري، ما يؤشر لمرحلة جديدة في شراكتهم الأمنية.

جنود العمليات الخاصة يشاركون في مهمة تدريبية في العراق، يوم 22 تموز/يوليو 2025. [حقوق الصورة لجهاز مكافحة الإرهاب العراقي]
جنود العمليات الخاصة يشاركون في مهمة تدريبية في العراق، يوم 22 تموز/يوليو 2025. [حقوق الصورة لجهاز مكافحة الإرهاب العراقي]

أنس البار |

تتطور كفاءة قوات الأمن العراقية وتزداد قدرتها على تحمل مسؤولية فرض الأمن بمفردها.

وتعزز النجاحات المتحققة مؤخرا ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) ثقة تلك القوات بنفسها وتمنحها مزيدا من العزم على إنهاء الإرهاب.

وكذلك تكرس هذه المكاسب لشراكة طويلة الأمد بين الولايات المتحدة والعراق تركز الآن على تقديم الدعم الاستشاري وتعزيز بنيته الأمنية المستقلة.

تأمين المناطق الوعرة

وأعلنت القوات العراقية في 5 أيلول/سبتمبر السيطرة الأمنية الكاملة على وادي حوران غربي البلاد، وهو إنجاز هام يسلط الضوء على تصاعد مستوى جاهزيتها لتولي أصعب المهام وأشدها تعقيدا.

ووفقا للمسؤولين، فإن هذا الإنجاز هام، حيث أن الوادي هو أكبر وديان العراق إذ يمتد بطول 370 كيلومترا من شمال بحيرة الثرثار للحدود مع السعودية.

وقال مدير إعلام وزارة الدفاع العراقية اللواء تحسين الخفاجي لموقع الفاصل إن "الإمساك بشكل تام على منطقة صحراوية شاسعة كانت سابقا الملاذ الأكثر أمانا للإرهابيين دليل واضح على تطور الإمكانات الذاتية لقواتنا".

وأضاف أنه "أصبح بإمكان قواتنا الآن فرض الأمن الكامل في عقد جغرافية خطرة لدعم استقرار وسلامة البلد ومنع التهديدات الإرهابية".

وأكد "تم الوصول لعمق الوادي وإنشاء خط صد 'أبطال حوران' الذي يتضمن نقاط تموضع دفاعية لمراقبة تسلل الإرهابيين من الحدود الغربية والتصدي لأية عملية توغل أو محاولة اختباء".

وتابع "كل مدننا تنعم اليوم بالأمن نتيجة التقدم الذي تحرزه قواتنا ضد فلول داعش".

تعاون دائم بين الولايات المتحدة والعراق

وعلى مدار السنوات، لعب التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة دورا شديد الأهمية في مساندة القوات العراقية حيث ساعدها على استرجاع الأراضي من سيطرة داعش وإعادة بناء قوتهم العسكرية.

لكن هذه المهمة أصبحت على وشك الانتهاء الآن، حيث أن الدور القتالي للتحالف سينتهي في أيلول/سبتمبر، ما يمثل انتقالا إلى مرحلة جديدة من الشراكة الأمنية بين الولايات المتحدة والعراق تركز على منع تنظيم داعش من استعادة زخمه.

ويشير الخبير الإستراتيجي طارق الشمري إلى أنه "وفقا للاتفاق بين واشنطن وبغداد في العام الماضي، فمهمة التحالف الدولي ستنتهي بحلول نهاية أيلول/سبتمبر الجاري".

وقال إنها "ستتحول إلى مرحلة متقدمة من العمل المشترك تتضمن علاقات استراتيجية وتعاون دائم بين البلدين في مكافحة أي نشاط متصاعد لداعش".

وأضاف أن هذا الدعم سيتمثل الآن "بدور استشاري أميركي أكبر وبجهود على صعيد التدريب وزيادة القدرات النوعية لقيادة مهام مجابهة الإرهاب بكفاءة أعلى".

ونوّه إلى أن "استراتيجية التعاون الثنائي تدعم أيضا النشاط الاستخباري وتبادل المعلومات واستهداف شبكات تمويل داعش ونشاطاته في عمليات التجنيد".

وأكد الشمري أن "هذه الشراكة الأمنية والعسكرية تدعم القوات العراقية كمؤسسة أمنية ذات استقلال وسيادة".

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة الفاصل بشأن التعليقات

يرجى إدخال الأرقام *