حقوق الإنسان

خبير أممي يقول إن الحرب بين إسرائيل وحماس تشجع النظام الإيراني على’القمع’

منذ اندلاع الحرب، اجتاحت أخبار غزة والخطاب المعادي لإسرائيل وسائل الإعلام التابعة للنظام، ما أبعد الأنظار عن عدد من القضايا المحلية المزعجة بالنسبة لحكام البلاد.

الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي يتحدث خلال فعالية مؤيدة لحماس في 18 تشرين الأول/أكتوبر. [عطا كيناري/وكالة الصحافة الفرنسية]
الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي يتحدث خلال فعالية مؤيدة لحماس في 18 تشرين الأول/أكتوبر. [عطا كيناري/وكالة الصحافة الفرنسية]

فريق عمل الفاصل ووكالة الصحافة الفرنسية |

ذكر المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في إيران جاويد رحمن يوم الثلاثاء، 31 تشرين الأول/أكتوبر، أن الحرب بين إسرائيل وحركة حماس عززت "القمع" في الداخل الإيراني حيث يدافع رجال الدين الحاكمون عن المسلحين الفلسطينيين.

وقال رحمن، وهو خبير في مجال حقوق الإنسان أعطي تفويض من مجلس حقوق الإنسان في جنيف، إن الجمهورية الإسلامية كانت ترد على فقدان مصداقيتها عقب التظاهرات الحاشدة التي انطلقت على إثر وفاة مهسا أميني في أيلول/سبتمبر 2022، وهي شابة إيرانية احتجزتها الشرطة إذ امتنعت عن ارتداء اللباس الإلزامي.

وأوضح رحمن أنهم "كانوا يخططون لمزيد من أعمال القمع"، وذلك في مائدة مستديرة استضافها في واشنطن الاتحاد الوطني للديمقراطية في إيران.

وتابع "فيما يتعلق بالأزمة الحالية، تشجعوا كونهم يعتقدون أنهم تجنبوا الانتقاد الشعبي والقمع الداخلي بعد أن أصبحوا، أو زعموا، أنهم أصبحوا مؤيدين... للتحرك الفلسطيني".

يُذكر أن الزعماء الإيرانيين أصدروا تحذيرات متكررة لإسرائيل، وقد زعم المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن أنهم أطلقوا مسيرات أو صواريخ بالستية على إسرائيل في 3 عمليات منفصلة، في حين أطلق حزب الله اللبناني صواريخ على شمال إسرائيل.

مساع للتحكم بالسردية

منذ أن بدأت الحرب، امتلأت وسائل الإعلام المملوكة للدولة بثناء المسؤولين على مقاتلي حماس، والقلق بشأن غزة، والخطاب المناهض لإسرائيل، مما أدى إلى طمس أي ذكر للأحداث الداخلية الأخيرة التي يتجاهلها أغلبية الرأي العام والعالم. يواصل المراقبون التركيز عليها.

وكانت الحرب قد بدأت فيما اجتاحت أخبار عن 3 تطورات أساسية الداخل الإيراني، وتمثلت هذه التطورات بوضع مراهقة تعرضت لضرب مبرح على يد عميل تابع للنظام بسبب عدم ارتدائها الحجاب ما أدى إلى دخولها في غيبوبة، إلى جانب حصول ناشطة بارزة، هي حاليا في السجن، على جائزة نوبل وتفاقم الوضع الاقتصادي في إيران.

وخلال الأيام الأولى التي تلت سقوط ودخول المراهقة أرميتا جيرافاند البالغة من العمر 16 سنة المستشفى، ومن ثم دخلوها في غيبوبة في 1 تشرين الأول/أكتوبر، أبقت الحكومة على الخبر طي الكتمان كونها كانت متخوفة من تظاهرات محتملة وتكرار للأحداث التي تلت وفاة أميني.

وتوفيت جيرافاند في 28 تشرين الأول/أكتوبر.

وتعرضت لإصابة خطرة في 1 تشرين الأول/أكتوبر بمترو طهران، فيما وصفه ناشطون بشجار حصل مع ضابطات من الشرطة اعترضنها نظرا لعدم ارتدائها الحجاب الإسلامي الإلزامي.

وقد أنكر المسؤولون الإيرانيون ذلك بشدة، مصرين على أنها سقطت جراء انخفاض ضغط دمها، ما أدى إلى إصابتها.

ونشرت وسائل إعلام متشددة مقالات افتتاحية عن براءة النظام فيما حل بالمراهقة على مدى أيام، زاعمة أن مخططا أطلقت عليه اسم "مشروع أرميتا" فشل في إشعال التظاهرات.

وعند مهاجمة حركة حماس المسلحة المدعومة من إيران إسرائيل، غمرت وسائل الإعلام الإيرانية الجماهير بتحديثات عن الأزمة الناشئة، وحولت بذلك الانتباه كليا عن أي محتوى مرتبط بـ"مشروع أرميتا".

وفي هذه الأثناء، وصفت الحكومة الإيرانية قرار لجنة نوبل بمنح جائزة السلام للعام الجاري للناشطة في مجال حقوق الإنسان نرجس محمدي بأنه "متحيز وسياسي".

ونقلت وسائل إعلام تابعة للنظام وصفا أطلقه مسؤولون على محمدي بأنه شخص "مدان" بارتكاب جرائم بصورة متكررة.

واختفت هذه القصة غير المريحة بالنسبة للنظام أيضا وسط التغطية المكثفة التي قامت بها وسائل الإعلام الحكومية لحرب حماس وإسرائيل.

ومنذ تولي الرئيس ابراهيم رئيسي مهام منصبه، باتت وسائل الإعلام التابعة للنظام تغطي الوضع المتردي للاقتصاد شبه المنهار في إيران بصورة ألطف مع توجيه انتقادات أقل للحكومة.

هذا وقد كان اقتصاد إيران على شفير الهاوية وسط الانهيار الحاد لقيمة العملة الوطنية والتضخم المفرط وتزايد معدل البطالة.

وفور اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، بدأت وسائل الإعلام المحلية تركز على احتياجات الفلسطينيين والظروف القاسية لسكان غزة، متجنبة التطرق إلى المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها الداخل الإيراني نفسه.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

اغفال الحقائق عن جرائم الحرب الصهيو.. نيه

لانو يفوح ويعبق براىحة التلفيق والتضليل والتعمية والتعصب والانتقائية لربط حالة حصلت غير متفق على حقيقتها ولا عالسردية المزاجية واغفال على الحقائق والفظائع المرتكبة من الاحتلال الصهيوني القاتل والمجرم ...ولا يرقى الموضوع لمستوى الذي يحصل في فلسطين واهمية ادانة المذابح والابادة الجماعية والعنصرية التي يرتكبعا العالم الذي يدعي التحضر وحقوق الانسان كذبا وانحطاطا يحرض ويشجع على الاعمال المرتكبة ..ولكن الحاقد والمبغض والذي يخدم سياسة الدول الغربية لا يعرف حقوق الانسان

هؤلاء اعلام الصهاينة... وايران الداعم الأول للمقاومة ضد العنجهية الأمريكية