طاقة
العراق يسعى وراء الاستثمارات الأميركية بقطاع الطاقة لمجابهة الاحتكار الصيني
سيساعد الاستثمار الأميركي العراق في تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة بعيدا عن إيران ومواجهة هيمنة الصين على سوق الطاقة في العراق.
أنس البار |
قال خبراء لموقع الفاصل إن العراق اتخذ خطوات لاستقطاب المستثمرين الأميركيين مجددا إلى قطاع الطاقة بتشجيع من الولايات المتحدة، وذلك نظرا لما يتمتعون به من موثوقية وإمكانات هائلة لمساعدته في تطوير بنيته التحتية.
وأكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مجددا على دعم العراق لشراكة اقتصادية مستدامة مع الولايات المتحدة، وذلك خلال اجتماع عقد في أيلول/سبتمبر مع شركات استثمارية في نيويورك تركز على قطاع الطاقة.
وزار السوداني الولايات المتحدة في نيسان/أبريل أيضا حيث وقّع عددا من الاتفاقيات مع شركات أميركية لزيادة إنتاج الغاز والحد من حرق الغاز في العراق، بحسب إس آند بي جلوبال.
وتعهد السوداني بتحقيق الاستقلالية في مجال الطاقة بعيدا عن إيران بحلول العام 2030.
وفي هذا السياق، قال الخبير الاقتصادي عبد الرحمن المشهداني للفاصل إن الشركات الأميركية توفر للعراق فرصة لتنويع مصادر الاستثمار.
وأضاف أن العراق "يفتح ذراعيه لكل الشركات الاستثمارية وبجميع المجالات"، مشيرا إلى أن "التنوع الاستثماري يعني تنوعا في الخبرات وتطورا لبيئة العمل والخدمات وهذا ما ينعكس إيجابا على البلد".
سعي الصين للهيمنة
وتابع أن العراق لا يريد للصين أن تحتكر سوق الطاقة بالهيمنة على عقود الاستثمار، كما حصل مع جولتي التراخيص الخامسة والسادسة التي أطلقتها الحكومة العراقية في أيار/مايو الماضي لتطوير 29 حقلا للنفط والغاز.
وذكر المشهداني أن "الشركات الصينية حصلت على النصيب الأكبر من الاستثمارات حيث فازت بعقود لتطوير 12 مشروعا من أصل 14 تم التعاقد عليها خلال الجولتين".
وقال خبراء إن الصين تسعى إلى الدخول إلى العراق بعد انسحاب العديد من شركات الاستثمار العالمية من مشاريع الطاقة بسبب التهديدات المستمرة التي تمثلها الميليشيات المدعومة من إيران.
ولفتوا إلى وجود تحالف وثيق يربط بين نظامي بيجين وطهران، ما يعني أن الشركات الاستثمارية الصينية غير معرضة للمخاطر الأمنية نفسها.
وذكرت مجلة فوربس في 7 تشرين الأول/أكتوبر أن الولايات المتحدة "تركز إلى حد كبير" على جلب الشركات الأميركية إلى العراق لإعادة بناء قطاع الطاقة فيه وإبعاد المستثمرين الصينيين والنفوذ الإيراني عنه.
وفي أيلول/سبتمبر، أجرى وزير النفط العراقي حيان عبد الغني زيارة إلى واشنطن لعرض 10 مشاريع للتنقيب عن النفط والغاز على شركات طاقة أميركية في مسعى لتأمين الاستثمارات.
ونقل موقع ميديا لاين أن "هذه الخطوة تتوافق مع هدف العراق بتعزيز إنتاج الغاز المحلي وتحقيق استقلالية أكبر في مجال الطاقة عن دولة إيران المجاورة، علما أنه يعتمد عليها إلى حد كبير في توليد الطاقة".