أمن
الأردن يقود الجهود الإقليمية للحد من تهريب المخدرات
تقود المملكة جهدا إقليميا لمكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود، مع عملها الدؤوب لإحباط عمليات التسلل من سوريا.
فريق عمل الفاصل |
اتفق وزراء داخلية الأردن والعراق ولبنان وسوريا، خلال اجتماعهم في عمان يوم 17 شباط/فبراير، على إنشاء خلية اتصال مشتركة لمكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود.
وغداة هذا الاجتماع، قتلت القوات الأردنية خمسة من مهربي المخدرات وأصابت أربعة آخرين أثناء محاولتهم التسلل من سوريا، في حادثة سلطت الضوء على هذه القضية، لا سيما كما قال البعض، على عدم التزام سوريا بمعالجتها.
يشكل تهريب المخدرات عبر حدود المملكة مع سوريا التي يبلغ طولها 378 كيلومترا تقريبا مشكلة متواصلة، علما أن إنتاج المخدرات يتم في المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري والميليشيات الإيرانية التي تُهرب عبر الأردن إلى جميع أنحاء المنطقة.
وفي مؤتمر صحافي عقب اجتماع 17 شباط/فبراير، أعلن وزير الداخلية الأردني، مازن الفراية، أن الدول الأربع ستقوم الآن بتنسيق الجهود لمعالجة هذه الآفة الإقليمية، حسبما ذكرت وسائل الإعلام.
وأضاف أن ضباط الاتصال من كل دولة سيتابعون المعلومات ويلاحقون شحنات المخدرات غير المشروعة حتى وصولها إلى وجهتها النهائية. وستُمكن الخلية الجديدة أيضا عملية تبادل الخبرات والتدريب.
وقال الفراية "أهم ما اتفقنا عليه اليوم أنه لدينا مشكلة، واتفقنا أيضا على ضرورة متابعة هذه اللقاءات على المستوى الوزاري والفني".
وتابع "لقد اتفقنا اليوم على أنه بدون جهد التنسيق المشترك من جميع الدول، لن نتمكن من تحقيق النتيجة التي نصبوا إليها".
وكان الأردن قد بذل جهودا سابقة للتصدي لتهريب المخدرات على المستوى الإقليمي.
وذكرت صحيفة جوردان تايمز أنه خلال اجتماعهم في عمان في أيار/مايو الماضي، اتفق وزراء خارجية السعودية ومصر والعراق والأردن وسوريا على اتخاذ خطوات للحد من تهريب المخدرات.
وفي تموز/يوليو الماضي، عقد منتدى أنشئ حديثا لمكافحة تهريب المخدرات من سوريا اجتماعه الأول في عمان، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.
ومع ذلك، ما تزال مشكلة تهريب المخدرات عبر الحدود قائمة، ويحمّل البعض النظام السوري مسؤولية ذلك بسبب فشله في الحد من تدفق المخدرات.
التسلل عبر الحدود
شددت القوات الأردنية الرقابة على الحدود في السنوات الأخيرة، ومنعت بانتظام محاولات التهريب والتسلل.
وأوضحت هذه القوات أن عمليات التهريب تحظى بحماية الجماعات المسلحة، ما يزيد من خطورة المواجهات مع المهربين.
ويوم 18 شباط/فبراير، قتلت قوات حرس الحدود الأردنية خمسة من تجار المخدرات وأصابت أربعة آخرين أثناء محاولتهم تهريب كميات كبيرة من المخدرات غير المشروعة إلى المملكة من سوريا، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.
وجاء في بيان عسكري أن العملية نُفذت فجرا في المنطقة العسكرية الشرقية، بالتنسيق مع جهاز الأمن العسكري وإدارة مكافحة المخدرات.
وأضاف البيان أن العملية أسفرت عن مقتل خمسة مهربين وإصابة أربعة آخرين وضبط كميات كبيرة من المخدرات.
وسُلمت المخدرات إلى السلطات الأردنية.
إلى هذا، أحبطت القوات الأردنية في المنطقة العسكرية الشرقية في 7 شباط/فبراير، محاولة تسلل وتهريب مخدرات من سوريا إلى الأردن.
وذكرت وكالة الأنباء الأردنية، بترا، أن ثلاثة مهربين قتلوا وضبطت كميات كبيرة من المخدرات.
وأشارت صحيفة جوردان تايمز أنه خلال الاشتباكات التي دارت مع المهربين، أصيب أحد عناصر حرس الحدود بجروح خطيرة.
وكشفت الصحيفة، إن القوات المسلحة الأردنية سجلت 194 محاولة تهريب وتسلل خلال الفترة من كانون الثاني/يناير إلى آب/أغسطس 2023.
وأضافت أن حرس الحدود تعامل أيضا مع 88 محاولة تهريب باستخدام طائرات مسيرة تحمل مخدرات ومتفجرات.
وأفادت الصحيفة أن القوات الأردنية قتلت في كانون الثاني/يناير 2022، 27 متسللا أثناء محاولتهم تهريب كميات كبيرة من المخدرات من سوريا إلى المملكة.
وكشف الجيش أنه تعامل مع 383 محاولة تهريب وتسلل خلال عام 2022 وضبط كميات كبيرة من المخدرات والأسلحة. وفي عام 2021، أحبط 361 محاولة تهريب من سوريا وضبط نحو 15.5 مليون حبة من المخدرات.
وذكرت صحيفة جوردان تايمز أنه في عام 2020، تم إحباط أكثر من 130 محاولة تهريب من سوريا، وضبط نحو 132 مليون حبة أمفيتامين و15 ألف ورقة من الحشيش.
سوريا لا تبذل أي جهد يذكر
تحسنت علاقات النظام السوري مع دول المنطقة منذ إعادة انضمامه إلى جامعة الدول العربية في شهر أيار/مايو، ما أنهى أكثر من عقد من العزلة.
وكجزء من عملية التطبيع مع سوريا، مارست الحكومات العربية ضغوطا عليها لحملها على اتخاذ إجراءات صارمة ضد تهريب المخدرات باعتبارها قضية ذات أهمية بالغة.
لكن حتى الآن، لم يتم تحقيق الكثير لوقف تدفق المخدرات غير المشروعة من سوريا، حسبما ذكرت صحيفة الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن حادثة يوم 18 شباط/فبراير سلطت الضوء على عدم التزام سوريا بهذه الجهود.
فتجارة الكبتاغون تشكل مصدرا أساسيا للإيرادات للنظام السوري، وتوفر أيضا شريان حياة للعديد من الميليشيات العاملة في البلاد.
وأضافت الصحيفة أن "اللقاء [يوم 17 شباط/فبراير] في عمان جاء بعد أسابيع قليلة من تبادل التصريحات الرسمية السورية الأردنية حول عدم جدية دمشق في وضع حد لعمليات تهريب المخدرات القادمة من أراضيها".
وأكدت أن "الأردن اتهم سوريا بعدم ممارسة سيادتها على أراضيها، مضيفا أنها ترعى رسميا ميليشيات تابعة للجيش وإيران".
من جانبها، ذكرت صحيفة ذي ناشيونال أن الاجتماع الذي عقد في عمان كان آخر محاولة للأردن لمعالجة المشكلة من خلال مزيج من الجهود الدبلوماسية والعمل العسكري.
وأفادت أنه "تم تعزيز هذه الجهود في السنوات الأخيرة بفضل المساعدة الأميركية في تحصين حدوده مع سوريا، المصدر الرئيس للمخدرات".
ومن بين المخدرات الأساسية التي يتم تهريبها هو عقار الكبتاغون المنشط الشبيه بالأمفيتامين، والذي يتم إنتاجه بشكل كبير في سوريا ويُهرب عبر الأردن إلى بلدان أخرى.