أمن
أطفال جنوب لبنان واقعون في مرمى تصعيد حزب الله
تخلف الأطفال عن المدرسة أو أصيبوا بجروح أو فقدوا حتى حياتهم بسبب تدخل حزب الله في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
نهاد طوباليان |
بيروت - يستمر الأطفال في دفع ثمن باهظ لحرب حزب الله مع إسرائيل مع وقوعهم في مرمى صراع إقليمي متصاعد.
وأوردت وكالة الصحافة الفرنسية أن حزب الله شن يوم 13 حزيران/يونيو أكبر هجوم متزامن له في النيران شبه اليومية المتبادلة عبر الحدود مع إسرائيل، منذ أن أدى هجوم حليفته حركة حماس على إسرائيل يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر إلى اندلاع الحرب في غزة.
وقال الحزب الذي تدعمه إيران إنه استهدف 6 ثكنات ومواقع عسكرية باستخدام الصواريخ والمسيرات، وقام في الوقت عينه بإطلاق "أسراب من المسيرات المفخخة" على 3 قواعد إسرائيلية أخرى.
ويأتي الهجوم وسط تصعيد حدودي أسفر عن مقتل 467 شخصا على الأقل في لبنان، بينهم 90 مدنيا تقريبا.
هذا وقتل 8 أطفال في حين نزح نحو 30 ألف طفل من ديارهم وفق منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف).
وفي 23 أيار/مايو، نجا 18 تلميذا كانوا على متن حافلة نقل صغيرة من ضربة نفذت بمسيرة وأسفرت عن مقتل مقاتل من حزب الله في السيارة التي كانت أمامهم.
واستهدفت الضربة سيارة أحمد فران وهو أستاذ فيزياء زُعم أنه كان مسؤولا عن تصنيع أسلحة استراتيجية لحساب حزب الله.
وقال الطفل محمد ناصر، 11 عاما، لوكالة الصحافة الفرنسية من مستشفى النبطية العام "طار الزجاج... وكانت السيارة امامنا تحترق".
وأضاف أنه خوفا من المزيد من الضربات، "وضعنا حقائبنا على رؤوسنا".
وبدوره، قال سائق الحافلة أحمد قبيسي، 57 عاما، "للوهلة الأولى لم نفهم ما حصل، وأصيب الأطفال بحالة من الهلع".
وأضاف "فجأة وقعت الضربة على السيارة التي كانت أمامنا. تكسر الزجاج الأمامي للحافلة... عدت أدراجي، وحينها قصفت السيارة مرة ثانية".
الأطفال يدفعون الثمن
وفي هذا السياق، قال أستاذ العلاقات الدولية والكاتب السياسي خالد العزي "يعيش أطفال الجنوب حالة هلع جراء القصف وما يشاهدوه بالإعلام".
وأضاف أن "استمرار حزب الله بالحرب سيترك أثره النفسي لدى الأطفال لفترة طويلة. نرفع الصوت بوجه حزب الله ليوقف حربه، كي لا يدفع أطفالنا الثمن".
ومن جهته، تساءل الكاتب السياسي طوني بولس "متى سيشعر حزب الله بالأطفال فيوقف حربه؟"
وقال في حديث لموقع الفاصل إن تصعيد الحزب المدعوم من إيران عرّض أطفال الجنوب لخطر حقيقي، كما أظهره حادث الحافلة، "هذا عدا عن حرمان غالبيتهم من التعليم".
هذا وأدت أعمال العنف الأخيرة إلى إجبار 72 مدرسة على إقفال أبوابها في جنوب لبنان، ما عطل تعليم نحو 20 ألف طالب، بحسب اليونيسيف.