إقتصاد
هجمات الحوثيين في البحر الأحمر تعطل اقتصاد الأردن
تعاني المملكة، التي تعتمد إلى حد كبير على الواردات والصادرات عبر البحر الأحمر، من تكاليف شحن متزايدة وتأخير في عمليات التسليم.
نور الصالح |
عمّان -- أدت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر إلى تعطيل حركة الشحن، ما أثر سلبا على اقتصاد الأردن الذي يعتمد بصورة شبه تامة على واردات الغذاء والطاقة.
واستمرت التعطيلات حتى بعد اتخاذ الحكومة الأردنية خطوات للتخفيف من تأثير الهجمات على الاقتصاد، وذلك عبر خفض بعض الرسوم المحلية مثل الرسوم الجمركية والضرائب ورسوم التخزين.
وبحسب النقابة اللوجستية الأردنية، وصل إجمالي 121843 حاوية إلى محطة حاويات العقبة في الأردن خلال الثلث الأول من العام الجاري، وهو ما شكّل تراجعا مقارنة بـ 148454 حاوية في الفترة نفسها من العام 2023.
وذكرت النقابة أن الصادرات عبر المحطة تراجعت أيضا، مع وصول 29764 حاوية مقارنة بـ 42510 خلال الفترة نفسها من العام 2023.
وعزا رئيس النقابة اللوجستية الأردنية نبيل الخطيب هذا التراجع إلى أزمة الشحن المتواصلة في البحر الأحمر والممرات المائية المجاورة.
وفي هذا السياق، قال رئيس الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جواد عباسي إن "العقبة، التي هي الميناء البحري الوحيد للأردن، تشكل مركزا حيويا لواردات وصادرات البلاد، وتتميز بموقع استراتيجي يجعل منها بوابة للسلع التي تدخل الأردن وتغادره".
وأوضح لموقع الفاصل أن ميناء العقبة يستقبل ما يقارب ثلث واردات المملكة عبر البحر الأحمر، وتستخدمه ايضا لأكثر من 50 في المائة من صادراتها.
كما تضرر القطاع السياحي في الأردن إلى حد كبير جراء الهجمات الحوثية، في ظل تراجع عدد السفن الراسية في العقبة.
تكاليف متزايدة
وتابع عباسي أن أزمة البحر الأحمر خلقت "بيئة صعبة لقطاع البوتاس والفوسفات في الأردن"، موضحا أن البوتاس والفوسفات يستخدمان لصنع الأسمدة التي تعد أساسية للزراعة.
وبدوره، قال المدير الإداري لشركة إي جي إل للشحن فراس كلبونة للفاصل إن "رسوم التأمين وكلفة نقل الشحنات عبر البحر الأحمر ازدادت لكل خطوط الشحن".
وأضاف أن هذه الزيادات انعكست في كلفة المنتجات وتم تمريرها إلى المستهلكين، لافتا إلى أنه في حين أن "بعض تلك المنتجات يمكن أن تستوعب زيادة السعر، إلا أن هذا الأمر لا ينطبق عليها كلها".
وتابع أن العديد من شركات الشحن اختارت تغيير مسار سفنها بسبب أزمة البحر الأحمر.
وأشار إلى أن الشركات التجارية من آسيا بدأت تستخدم ميناء جبل علي في دبي فباتت ترسل الشحنات برا إلى الأردن، ما زاد أيضا من كلفة الشحن.
ومن جانبه، أوضح كامل زياد نائب شركة متخصصة في المعدات الطبية أن "أية حاوية من تركيا كانت تكلفنا 3000 دولار وأصبحت اليوم تكلفنا نحو 5800 دولار".
وقال للفاصل إن الشحنات المنقولة عبر رأس الرجاء الصالح في إفريقيا تستغرق 16 يوما إضافيا مقارنة بتلك القادمة عبر البحر الأحمر، ما يزيد المدة الإجمالية إلى 45 يوما.