أمن

الحرب بين إسرائيل وحماس تقوض السياحة والطلب على السفر في جميع أنحاء المنطقة

قال محللون إن الدول التي ستتكبد خسائر أكثر من غيرها هي الأردن ولبنان ومصر، التي تعتمد اقتصاداتها بشكل كبير على السياحة الدولية.

زوار يقومون بجولة بالقرب من وزارة الخزانة على أنقاض مدينة النبطية الاثرية في البتراء بجنوب الأردن يوم 12 كانون الثاني/ديسمبر 2022. اجتذبت البتراء 900 ألف زائر العام الماضي، وهو ما يقارب الرقم القياسي السابق البالغ مليون زائر مسجل في العام 2019. أما الآن، فالحرب بين إسرائيل وحماس تهدد بتراجع تلك المكاسب. [خليل مزرعاوي/وكالة الصحافة الفرنسية]
زوار يقومون بجولة بالقرب من وزارة الخزانة على أنقاض مدينة النبطية الاثرية في البتراء بجنوب الأردن يوم 12 كانون الثاني/ديسمبر 2022. اجتذبت البتراء 900 ألف زائر العام الماضي، وهو ما يقارب الرقم القياسي السابق البالغ مليون زائر مسجل في العام 2019. أما الآن، فالحرب بين إسرائيل وحماس تهدد بتراجع تلك المكاسب. [خليل مزرعاوي/وكالة الصحافة الفرنسية]

فريق عمل الفاصل ووكالة الصحافة الفرنسية |

باريس-- يتخلى السياح عن منطقة الشرق الأوسط بسبب الصراع بين إسرائيل وحماس، ما يعرض دولا للخطر مثل الأردن، لبنان ومصر، التي تعتمد اقتصاداتها بشكل كبير على السياحة الدولية.

وفي مدينة البتراء، جوهرة الصحراء الأردنية، التي زارها 900 ألف سائح العام الماضي، "ستشهد هذه السنة أعدادا قليلة من الزوار" على الرغم من أن حشودا كبيرة تواجدت في بداية تشرين الأول/أكتوبر، على حد قول المرشد السياحي عامر نظامي.

وأشار نظامي، 46 عاما، لوكالة الصحافة الفرنسية إلى أن "الرحلات السياحية التي تشمل الأردن والضفة الغربية وإسرائيل توقفت تماما، كما ألغيت عشرات الرحلات السياحية المحجوزة، خصوصا المجموعات القادمة من الولايات المتحدة".

وفي مكتب الاستقبال في فندق قصر البتراء، أكد صافي نوافلة أن الفنادق الكبرى شهدت انخفاضا في حجوزاتها منذ اندلاع الحرب بنسبة 25 إلى 50 في المائة، وقال إن "بعض الفنادق الصغيرة ليس لديها نزلاء".

صورة تظهر قوارب سياحية راسية في ميناء مدينة جبيل التاريخية في لبنان، يوم 10 تشرين الثاني/نوفمبر. بعد أربع سنوات من الانهيار الاقتصادي، تواجه المطاعم والمقاهي والفنادق والمحلات التجارية في لبنان تحديا آخر الآن: محاولة الاستمرار بالرغم من الحرب بين إسرائيل وحماس وما يتعلق بها من أعمال عدوانية على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية. [جوزيف عيد/وكالة الصحافة الفرنسية]
صورة تظهر قوارب سياحية راسية في ميناء مدينة جبيل التاريخية في لبنان، يوم 10 تشرين الثاني/نوفمبر. بعد أربع سنوات من الانهيار الاقتصادي، تواجه المطاعم والمقاهي والفنادق والمحلات التجارية في لبنان تحديا آخر الآن: محاولة الاستمرار بالرغم من الحرب بين إسرائيل وحماس وما يتعلق بها من أعمال عدوانية على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية. [جوزيف عيد/وكالة الصحافة الفرنسية]

وهاجم إرهابيو حماس المتمركزون في غزة جنوب إسرائيل يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، ما أدى إلى قصف إسرائيلي انتقامي وهجوم بري في غزة.

وشهدت الحدود الجنوبية للبنان أيضا مناوشات دامية، خاصة بين إسرائيل وحزب الله، حليف حماس.

إلى ذلك، اندلعت معركة عنيفة مرة أخرى في غزة يوم الجمعة، 1 كانون الأول/ديسمبر، بعد هدنة استمرت سبعة أيام أطلقت خلالها حماس سراح 80 رهينة إسرائيلية مقابل 240 سجينا فلسطينيا، ودخلت المزيد من المساعدات إلى غزة، حيث نزح نحو 80 في المائة من السكان في ظل نقص الغذاء والماء.

قبل هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، كان الشرق الأوسط يتمتع بطفرة في عدد زواره وسجل أكبر زيادة بين المناطق العالمية خلال الفترة من كانون الأول/ينايرإلى تموز/يوليو، حيث تجاوز عدد الوافدين مستويات ما قبل الوباء بنسبة 20 في المائة، وفقا لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة.

واعتبر أوليفييه بونتي، من شركة فورورد كيز، التي تقوم بتحليل توجهات السفر، أن "الحرب أدت إلى توقف الطلب على السفر إلى إسرائيل"، وكما كان لها "تأثير مضاعف على الوجهات المجاورة، بحيث تعاني دول الشرق الأوسط من انخفاض كبير في الحجوزات الجديدة".

وأضاف أن بعض المسافرين محبي الشمس والبحر يمرون بتركيا ومصر ويتوجهون إلى جنوب أوروبا مثل إسبانيا واليونان والبرتغال.

التأثير مرتبط بالمدة

في بداية تشرين الثاني/نوفمبر، أوردت وكالة ستاندرد آند بورز للتصنيفات الائتمانية، أن لبنان والأردن ومصر، وهي الدول المجاورة المباشرة لإسرائيل وغزة، ستعاني أكثر من غيرها من انخفاض السياحة.

ولفتت إلى أن السياحة شكلت 26 في المائة من إيرادات لبنان الخارجية العام الماضي، 21 في المائة بالنسبة للأردن و12 في المائة بالنسبة لمصر وبالنسبة لإسرائيل، كان الرقم 3 في المائة فقط.

وأشارت ستاندرد آند بورز إلى أنه "منذ الحرب بين إسرائيل وحماس، أُبلغت العديد من وكالات السياحة في مصر عن إلغاء نحو نصف الحجوزات لشهري تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر، خصوصا من قبل المسافرين الأوروبيين".

وأضافت أن العديد من شركات الطيران أوقفت رحلاتها إلى لبنان، حيث يتبادل مقاتلو حزب الله المدعوم من إيران القصف عبر الحدود مع القوات الإسرائيلية.

في 28 تشرين الثاني/نوفمبر، حذرت شركة إي زي جيت من أن الصراع سيؤثر على أرباحها إذ تمثل الرحلات الجوية إلى مصر وإسرائيل ولبنان (وجهتان معلقتان) 4 في المائة من طاقتها الاستيعابية.

وألغت شركة أم أس سي كروزس أعمالها الشتوية لسفينتيها السياحيتين أوركسترا وسينفونيا، اللتين كان من المقرر أن تبحرا في البحر الأحمر وتصلا إلى ميناء حيفا الإسرائيلي في البحر الأبيض المتوسط.

ولا تتوقع ستاندرد آند بورز في الوقت الحالي انخفاضا كبيرا في السياحة إلى تركيا بسبب بعدها الجغرافي عن الصراع، كما لا تتوقع تأثيرا كبيرا على الإمارات حيث يتجاوز عدد السياح الوافدين مستويات ما قبل الجائحة.

وأوضحت ستاندرد آند بورز أن "الكثير سيعتمد على مدة استمرار الصراع وما إذا كان سيمتد إلى مناطق أوسع".

وقال المستشار في رئاسة الوزراء الأردنية سليمان الفرجات، إنه إذا استمر الصراع فإن "الموسم السياحي المقبل سيكون في خطر".

ولكن في حال انتهى قريبا، فإنه يتوقع أن تعود السياحة إلى طبيعتها بحلول أيلول/سبتمبر 2024.

وبعيدا من السياحة، سيتلقى الاقتصاد العالمي ضربة قوية إذا استمرت الحرب خصوصا إذا دخلتها دول أخرى، بحسب ما صرح عمالقة وول ستريت لمنتدى المستثمرين السعوديين في 24 تشرين الأول/أكتوبر.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *