أمن
جهود العملاء والجواسيس تؤدي إلى تصفية قادة داعش
حقق الجواسيس داخل الجماعات المتطرفة نجاحات تاريخية في تقديم الإرهابيين إلى العدالة وإلحاق الهزيمة بداعش.
![صورة التقطت في 30 آذار/مارس 2019 يظهر فيها النقيب حارث السوداني بعد نجاحه في إحباط واحدة من عشرات هجمات داعش التي ساعد في منع وقوعها. [وحدة الصقور الاستخبارية العراقية]](/gc1/images/2025/12/27/53070-harith_al-sudani-600_384.webp)
أنس البار |
يعد العملاء السريون داخل التنظيمات الإرهابية من أهم مصادر المعلومات الاستخبارية. ويسمح لهم انغماسهم كأعضاء موثوقين بكشف تفاصيل دقيقة ومحدثة عن الخلايا المتطرفة.
وتؤدي بلاغاتهم عبر إرشاد السلطات إلى الإرهابيين مباشرة إلى اعتقال هؤلاء وإنقاذ الناس من الوقوع ضحية العمليات الإجرامية.
وفي هذا السياق، أدت جهودهم إلى نجاحات تاريخية في مسار إضعاف وإلحاق الهزيمة بتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وذكر الخبير الأمني فاضل أبو رغيف في حديث لموقع الفاصل أنه "بالرغم من تدابير الأمان والحماية المشددة وتزكية المجندين، تم اختراق داعش على يد وكلاء سريين شجعان تابعين إلى الاستخبارات العراقية".
وأشار إلى عدم نجاح مراقبة التنظيم لسلوك وتحركات المجندين الجدد بصورة فعالة.
وأكد أن الوكلاء السريين نفذوا "مهاما فائقة الحساسية" أسفرت عن تصفية قيادات إرهابية بارزة وتقديم آخرين للعدالة.
السوداني: بطل ضد داعش
وقال أبو رغيف إن النقيب حارث السوداني في وحدة الصقور الاستخبارية العراقية كان أحد هؤلاء العملاء الأبطال.
وأوضح أنه "اخترق صفوف تنظيم داعش الإرهابي لمدة 16 شهرا قبل أن يكتشف أمره".
ومستخدما كنية أبو صهيب، نال السوداني ببطء ثقة عناصر التنظيم خلال انخراطه في صفوفه.
وتابع أن "ذلك مكّنه من تزويد الاستخبارات بالبيانات الدقيقة عن تحركاتهم ونشاطاتهم".
وساعدت جهوده في إحباط تفجير 30 عربة مفخخة و18 هجوما انتحاريا كان مخططا لها لاستهداف أسواق مكتظة ومواقع مدنية.
ووصف أبو رغيف هذه الجهود بأنها من "أجرأ وأشجع" النجاحات الاستخبارية نظرا لقدرتها على إصابة تنظيم داعش في الصميم.
وتابع "حطمت سرديته الدعائية كمنظمة محصنة من الاختراقات".
خيانة البغدادي
هذا وتعرض الزعيم الأسبق لداعش أبو بكر البغدادي للخيانة من قبل أحد أفراد دائرته المقربة والذي سعى إلى الانتقام على معاملة داعش القاسية لعائلته.
وتتبع هذا الجاسوس على مدى أشهر تحركات البغدادي بين المخابئ وقام بالإبلاغ عنها.
وفي نهاية المطاف، أرشد قوات العمليات الخاصة الأميركية مباشرة إلى نفق كان يختبئ فيه البغدادي في شمال سوريا.
وعند محاصرته خلال المداهمة التي نفذت عام 2019، فجر زعيم داعش حزاما ناسفا وأنهى حياته متسببا بدمار كبير في المجمع.
وخلال الحرب على داعش، زود الجواسيس قوات التحالف الدولي بمعلومات كانت أساسية للفتك بعناصر التنظيم.
وطالت الهجمات بنجاح أكثر عناصر التنظيم حماية، ما يثبت إمكانية استهداف حتى من هم الأقل عرضة للتجسس.
ولا يزال هناك جواسيس متسللين في صفوف داعش، وهم يواصلون العمل لصالح التحالف للإيقاع بالإرهابيين.