أمن

تدفق المعلومات عبر الإنترنت يقضي على الخلايا الإرهابية

تشكل صفحات عناصر الجماعات المتطرفة على مواقع التواصل الاجتماعي أداة تستخدمها وكالات مكافحة الإرهاب لاستهدافهم بشكل مباشر.

أعضاء من فرقة العمل المشتركة لمكافحة الإرهاب التابعة لمكتب التحقيقات الفيدرالي يقومون بتفتيش منزل في ديربورن بميشيغان في 31 تشرين الأول/أكتوبر. وكانت الوكالة قد أحبطت هجوما إرهابيا محتملا كان مخططا له في ميشيغان خلال عطلة نهاية الأسبوع المتزامن مع عيد الهالوين. [جيف كوالسكي/وكالة الصحافة الفرنسية]
أعضاء من فرقة العمل المشتركة لمكافحة الإرهاب التابعة لمكتب التحقيقات الفيدرالي يقومون بتفتيش منزل في ديربورن بميشيغان في 31 تشرين الأول/أكتوبر. وكانت الوكالة قد أحبطت هجوما إرهابيا محتملا كان مخططا له في ميشيغان خلال عطلة نهاية الأسبوع المتزامن مع عيد الهالوين. [جيف كوالسكي/وكالة الصحافة الفرنسية]

أنس البار |

يساهم تدفق المعلومات الحساسة على منصات التواصل الاجتماعي بشكل متزايد في تحديد واعتقال عدد من أخطر الجماعات المتطرفة.

فمن خلال تحليل المحتوى الرقمي مثل الصور ومقاطع الفيديو والوثائق، تحصل جهود مكافحة الإرهاب على معلومات استخباراتية قيّمة من مصادر مفتوحة تساعد في عمليات اعتقال وتفكيك الشبكات الإرهابية.

ويستخدم عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وتنظيمات إرهابية أخرى الحسابات الإلكترونية لنشر الفكر المتطرف واختيار الأهداف وتنسيق مخطط الهجمات.

وتعتمد هذه الجماعات على مواقع التواصل الاجتماعي لتقديم إرشادات حول صناعة القنابل والتدريب على استخدام الأسلحة واستقطاب الأفراد وتمكين التعبئة، في ظل نشر دعاية قائمة على التخويف على نطاق واسع عالميا.

الاستهداف الدقيق للخلايا

مع ذلك، تزداد هجماتها فشلا بسبب جهود الاختراق المكثفة التي تستهدف عملياتها وأنظمتها الرقمية.

ويساهم الإرهابيون عن غير قصد في دعم جهود الاستخبارات ومكافحة الإرهاب من خلال تقديم معلومات تتيح للأجهزة الأمنية استهداف خلاياهم ومخابئهم بصورة دقيقة.

وفي هذا الإطار، قال رعد الدليمي الباحث العراقي المختص بمجال الإعلام والجماعات الإرهابية إن "تنظيمات التطرف عادة ما تسوق نفسها للمصيدة".

وأشار في حديث للفاصل إلى أن "مشاركة أو نقل البيانات المحرضة للعنف أو الإرهاب يضع أصحابها في دائرة الرصد والمراقبة الاستخبارية".

وأضاف أنه "حتى مع اتخاذهم لبعض الاحتياطات أو استخدام برامج التشفير وتقنيات إخفاء الهوية، فهم معرضون للتتبع والاصطياد وليس بمقدورهم الإفلات من وجه العدالة".

واعتبر الدليمي أن "ما توفره التحليلات المعمقة والتقنية للمواد الدعائية والمنشورات الإرهابية من وفرة معلوماتية تساعد المحققين والخبراء في كشف خيوط وصلات معقدة".

وتابع "كذلك تسمح بربط أحداث ووقائع مع بعضها البعض أو مقاطعة للبيانات مع أي أدلة ومعطيات جنائية تؤخذ من مسارح لجرائم سابقة أو اعترافات لموقوفين على ذمة التحقيقات".

ضبط شبكة متطرفة

ولفت الدليمي إلى قيام السلطات الفيدرالية الأميركية في 5 تشرين الثاني/نوفمبر بتفكيك "شبكة متطرفة معقدة" كانت تعمل عبر الإنترنت لصالح تنظيم داعش.

وتم اعتقال شابين في نيو جيرسي كانا على تواصل مع عناصر آخرين في ديربورن بميشيغان وكانا يديران خلية تجنيد للتنظيم في ولايات أميركية عدة عبر منصات مشفرة.

وقبل تفكيكها، كانت الخلية تستعد لتنفيذ هجوم في عيد الهالوين.

وتم العثور على مواد دعائية لداعش ورسائل نصية تدين الخلية على هواتف عناصرها وتشير إلى نيتها تنفيذ هجمات مستوحاة من التنظيم.

ونجحت جهود الاستخبارات الدولية في تعطيل العديد من الشبكات الإلكترونية السرية التابعة لتنظيم داعش.

وفي 4 تشرين الأول/أكتوبر، كشفت السلطات التركية عن شبكة إلكترونية سرية يستخدمها التنظيم.

وكانت الخلية تقوم بتدريب أطفال تتراوح أعمارهم بين 14 و15 عاما على صناعة القنابل في غرف دردشة مغلقة.

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة الفاصل بشأن التعليقات