أمن
الاعتقالات الأميركية الأخيرة تكشف مدى فقدان تنظيم داعش السيطرة على عملياته عبر الإنترنت
قام أنصار تنظيم داعش في مدينتي نيويورك وهيوستن الأميركيتين بالتواصل بشكل مكثف وغير آمن على وسائل التواصل الاجتماعي الأمر الذي سهل اعتقالهم.
فريق عمل الفاصل |
قال مراقبون إن الاعتقالات الأخيرة التي طالت اثنين من أنصار تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في مدينتي هيوستن ونيويورك في الولايات المتحدة، تظهر أن الجماعة المتطرفة لم تتمكن من الحفاظ على حضور منضبط على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأكدوا أن المتهمين في كلا القضيتين تواصلوا بشكل مكثفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي الإلكترونية وتطبيقات المراسلة، ما أدى في النهاية إلى القبض عليهم وإحباط خططهم.
في 21 تشرين الثاني/نوفمبر، ألقي القبض على رجل يبلغ من العمر 33 عاما ووجهت إليه التهم في نيويورك لتورطه المزعوم في محاولة تقديم دعم مادي لتنظيم داعش وتوزيع معلومات إرشادية تتعلق بصنع المتفجرات.
وأظهرت وثائق المحكمة أن إيرالد أليمهيمتي أنشأ واستخدم العديد من الحسابات عبر الإنترنت على تطبيقات المراسلة المشفرة ووسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع آخرين بشأن التخطيط والتدريب على هجمات لمصلحة داعش.
هذا وأوضحت وزارة العدل الأميركية في بيان صدر في 22 تشرين الثاني/نوفمبر، أن الرجل الذي يحمل الجنسيتين الأميركية والألبانية قد أعرب عن اهتمامه بالهجمات التي يستخدم القنص فيها، في إشارة إلى "عملية" سعى فيها إلى مشاركة مصادر سرية.
وذكر البيان أن أليمهيمتي طلب أيضا ما وصفه بمعدات "تكتيكية" و"عتاد" من أجل "التدريب" و"العمليات" وذلك دعما لتنظيم داعش.
وأضاف البيان أن ذلك شمل نماذج معينة من السترات الواقية القادرة على حمل ”صفائح بالستية“ و"أكياس ذخيرة" و"سكاكين"، ووصف التعديلات التي كان ينوي إجراءها على "بندقيته من طراز إيه كيه إم"، في إشارة واضحة إلى بندقية هجومية.
وكان أليمهيمتي، الذي يواجه عقوبة تصل إلى 20 عاما في السجن في حال إدانته، ينشر بانتظام دعاية مؤيدة لداعش على الإنترنت، ويمدح قادة معينين في التنظيم ويروج لمنشورات ومقاطع فيديو صادرة عنه.
وفي سياق منفصل وبتاريخ 8 تشرين الثاني/نوفمبر، اعتقلت السلطات الأميركية أنس سعيد، 28 عاما، في مدينة هيوستن الجنوبية بتهمة الترويج لدعم تنظيم داعش، وفقا لمكتب المدعي العام الأميركي في المنطقة الجنوبية من تكساس.
سعيد، الذي وجهت التهمة إليه في 14 تشرين الثاني/نوفمبر، يواجه في حالة إدانته من قبل محكمة أميركية عقوبة تصل إلى 20 عاما في السجن الفيدرالي وغرامة قصوى محتملة قدرها 250 ألف دولار أميركي.
ووفقا لوثائق المحكمة، احتوت حسابات متعددة على وسائل التواصل الاجتماعي مرتبطة بسعيد على رسائل ومنشورات يُزعم أنها كشفت عن دعمه لتنظيم داعش والهجمات العنيفة التي تُنفذ باسمه، حسبما ذكر مكتب المدعي العام.
وأضاف أن قوات إنفاذ القانون قامت بتفتيش سعيد ومقر إقامته وسيارته وأجهزته الإلكترونية، حيث كشف تحليل الأجهزة المضبوطة عن أنشطة تتعلق بإعداد ونشر الدعاية باسم داعش.
وقد اشتهر تنظيم داعش، الذي سيطر على مساحات شاسعة من شمال العراق وسوريا في عام 2014، باستخدامه البارع للدعاية عبر الإنترنت.
لكن الجماعة دأبت على التراجع منذ هزيمتها العسكرية، ومع استهداف قادتها المتعاقبين على المستوى الأعلى بشكل منهجي، لاحظ المحللون أن عملياتها عبر الإنترنت أصبحت متناثرة وغير منضبطة.