أمن

الحرس الثوري أضر بمجتمعات الشرق الأوسط عبر تجارة المخدرات

ما تزال فلول النظام السوري السابق تهدد المنطقة بكارثة عبر شبكات تهريب المخدرات العابرة للحدود.

قوات الأمن السورية تعرض في مقرها بدمشق، يوم 21 تشرين الأول/أكتوبر، كميات من حبوب الكبتاغون والحشيش تمت مصادرتها من مهربين قرب العاصمة. [بكر القاسم/وكالة الصحافة الفرنسية]
قوات الأمن السورية تعرض في مقرها بدمشق، يوم 21 تشرين الأول/أكتوبر، كميات من حبوب الكبتاغون والحشيش تمت مصادرتها من مهربين قرب العاصمة. [بكر القاسم/وكالة الصحافة الفرنسية]

سماح عبد الفتاح |

قال خبراء لموقع الفاصل إن الحرس الثوري الإيراني قد ألحق ضررا بالغا بمجتمعات الشرق الأوسط من خلال دعم وتشجيع شبكات إجرامية تنخرط في أنشطة غير قانونية، خاصة تصنيع المخدرات وتهريبها.

ولأن الشباب هم الفئة الأكثر استهدافا، تبقى مواصلة الجهود أمرا ضروريا للحد من هذه الأنشطة التي لا تزال مستمرة رغم انسحاب الحرس الثوري الإيراني من سوريا وشل قدراته في مناطق أخرى.

ففي 22 تشرين الأول/أكتوبر، أعلنت وزارة الداخلية السورية أن إدارة مكافحة المخدرات، وبالتنسيق المباشر مع المديرية العامة لشؤون المخدرات في العراق، نفذت عملية خاصة أحبطت محاولة لتهريب كميات كبيرة من المخدرات عبر الحدود مع العراق.

وتم ضبط 108 كيلوغرامات من الحشيش و1.27 مليون حبة كبتاغون، إضافة إلى توقيف عدد من المطلوبين دوليا المتورطين في شبكات التهريب.

زعزعة استقرار المنطقة

بنى الحرس الثوري الإيراني نفوذه من خلال زعزعة استقرار دول الشرق الأوسط لإنشاء أذرع تدين له بالولاء.

وقال شيار تركو، الخبير في شؤون الحرس الثوري، في حديثه لموقع الفاصل إن "هذه الجماعات تقوم بكل ما أمكن من أعمال منافية للقوانين كأعمال العنف والقتل والإرهاب وصناعة المخدرات والاتجار بها".

وتابع أن الحرس الثوري أنشأ شبكات إجرامية إقليمية ودولية للتجارة غير المشروعة وتبييض الأموال وتهريبها إلى وكلائه. كما يستهدف الشباب بهدف زعزعة الاستقرار الاجتماعي وتسهيل إحكام سيطرته.

وباعتبارها شريان التمويل الأساسي للحرس الثوري الإيراني، تؤمن هذه الشبكات الأموال اللازمة لعملياته.

وأكد تركو أن الدول الإقليمية تتحرك بقوة للحد من هذه الجرائم وحماية حدودها من المخدرات.

سوريا تنهي إرثا معيبا

قال الصحافي السوري محمد العبدالله للفاصل، إن "شبكات التهريب والمخدرات وتبييض الأموال كانت أداة الحرس الثوري الإيراني لدعم النظام السوري السابق، ما أدى إلى إطالة الفترة التي مارس فيها القتل ضد الشعب السوري".

وشدد على ضرورة "القضاء" على هذه الشبكات لمنع زعزعة الأمن والتلاعب بالمجتمع السوري من خلال المخدرات.

وأردف أن الحرس الثوري جعل من المخدرات مصدر تمويله الأساسي، محولا سوريا عمليا إلى عاصمة الكبتاغون في العالم .

وأشار إلى أن السلطات السورية الجديدة تشدّد على القضاء نهائيًا على أيّ عمليات لتهريب المخدرات عبر الحدود، وذلك بالتعاون مع الدول المجاورة.

وأضاف العبدالله أن "هذا الجهد نجح مؤخرا في ضبط كميات كبيرة، كان من المفترض تهريبها إلى بعض دول المنطقة".

وأكد أن “الفائدة مزدوجة: فمن جهة ستتخلص دول المنطقة من هذه السموم الموجهة إلى الشباب، ومن جهة أخرى ستتخلص سوريا الجديدة من هذا الإرث المعيب الذي خلفه النظام السابق”.

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة الفاصل بشأن التعليقات

يرجى إدخال الأرقام *