أمن

سجن سري في سوريا يكشف الدور الكبير لإيران في ممارسات الأسد القمعية

يكشف العثور على سجن سري تحت الأرض في محافظة حمص السورية عن الدور الطويل الذي لعبه الحرس الثوري الإيراني في بناء وتشغيل شبكة الاعتقالات الوحشية لنظام الأسد.

أحد السكان المحليين ينزل إلى خندق تحت الأرض أثناء إرشاده الصحفيين في مجمع سجن تدمر السابق الذي كان نظام الأسد يستخدمه، وذلك في مدينة تدمر بوسط سوريا في 7 فبراير/شباط 2025. [عمر حاج كادور/وكالة الصحافة الفرنسية]
أحد السكان المحليين ينزل إلى خندق تحت الأرض أثناء إرشاده الصحفيين في مجمع سجن تدمر السابق الذي كان نظام الأسد يستخدمه، وذلك في مدينة تدمر بوسط سوريا في 7 فبراير/شباط 2025. [عمر حاج كادور/وكالة الصحافة الفرنسية]

فريق عمل الفاصل |

كشف سجن سري تحت الأرض تم العثور عليه مؤخرا في محافظة حمص السورية عن مدى التورط الكبير للحرس الثوري الإيراني في آلية التعذيب والقمع التي كان نظام الأسد يمارسها.

وتمثل المنشأة السرية، التي تم الكشف عنها هذا الشهر، شاهدا مروعا على سنوات من الانتهاكات الممنهجة التي تورطت فيها كل من جهاز الاستخبارات السوري و داعموه الإيرانيون في اختفاء المدنيين المعارضين للنظام وتعذيبهم.

وقد اكتشف هذا السجن السري، الذي يقع إلى الشمال من قرية بويضة السلمية في حمص، مسؤولو الأمن السوريون خلال دوريات موجهة تهدف للكشف عن بقايا المنشآت السرية التي تعود إلى عهد الأسد.

ووصف عمر الموسى، وهو معاون مدير منطقة المخرم في حمص، الموقع بأنه "مخبأ تحت الأرض مزود بباب حديدي مغلق"، حيث عثرت الشرطة على أدوات تعذيب مثل العصي والحبال.

وقال الموسى في حديث لوكالة الأنباء السورية (سانا) إن الموقع متصل بنفق طوله حوالي 40 مترا وعمقه خمسة أمتار.

وأضاف أن التصميم يشير إلى شبكة أكبر من مواقع الاحتجاز السرية المجهزة "للأنشطة السرية واللإنسانية التي تتم داخلها".

كما تم العثور على كتب ومنشورات مرتبطة بالميليشيات المدعومة من نظام الأسد.

الدور الحاسم للحرس الثوري

تصف مقابلات متعددة أجريت مع معتقلين سابقين وشهادات مسربة جمعها محققون إقليميون سجونا سرية، بعضها تم إخفاؤه كمراكز تديرها جهات سورية .

وشملت الاستجوابات في هذه المواقع الصدمات الكهربائية والضرب المبرح وغيرها من الأساليب التي يقول الناجون إنها نفذت من قبل قوات تابعة لإيران أو تحت إشرافها.

ووصف معتقل سابق حدد المحققون هويته باسم مستعار أنه تم اقتياده إلى "سجن تحت الأرض"، وتذكر أن أول فكرة مرعبة خطرت بباله كانت "لن أنجو".

وتسرد التحقيقات التي أجرتها نورث برس وجود عدة مواقع سرية في حمص ودير الزور وتدمر ودمشق يزعم أنها مرتبطة بوحدات إيرانية.

وقد أفادت التقارير أن هذه الزنازين المحصنة التي تقع تحت الأرض كانت تستخدم لإخفاء المعتقلين عن أسرهم والمراقبين المستقلين، وتعمل بالتوازي مع السجون الرسمية التابعة للدولة السورية.

تقدم شهادات الناجين التفاصيل الأكثر إثارة للرعب.

حيث يروى المعتقلون السابقون قصصا عن الضرب المطول والصعق بالكهرباء والتعذيب النفسي، وهي أساليب تتوافق مع ما وثقته عقود من التوثيق عن السجون السورية.

وفي بعض الحالات، ذكر الناجون أسماء أفراد إيرانيين أو شخصيات من الميليشيات المدعومة من إيران كجزء من جهاز الحراسة والاستجواب.

وقد صنفت منظمة هيومان رايتس ووتش ومحققون آخرون أساليب مماثلة في مراكز التعذيب التي تديرها أجهزة الاستخبارات، ما يدل على الطبيعة المنهجية لهذه الانتهاكات.

وقال أحد الناجين للمنظمة، واصفا أساليب تتطابق مع الروايات الواردة من مواقع يعتقد أنها تحت السيطرة الإيرانية، "لقد عذبوني بهذه الطريقة ثلاث مرات على مدى ثلاثة أيام".

ولا يحيي اكتشاف هذا السجن السري فقط المزاعم القديمة حول تورط إيران المباشر في ممارسات الأسد القمعية، بل يؤكد أيضا آلية الخوف المستمرة التي لا تزال تطارد سوريا ما بعد الحرب.

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة الفاصل بشأن التعليقات

يرجى إدخال الأرقام *