إقتصاد

حصاد الزيتون في سوريا يحطم الأرقام القياسية، ويجلب الأمل والازدهار

يعزز حصاد الزيتون الذي حطم الرقم القياسي في سوريا سبل العيش، ويدعم الاقتصاد، ويُظهر عزيمة المزارعين ويعد بالنمو الزراعي.

بائع زيتون ينتظر الزبائن في كشكه بدمشق، 28 ديسمبر/كانون الأول 2024. [أنور عمرو/وكالة الصحافة الفرنسية]
بائع زيتون ينتظر الزبائن في كشكه بدمشق، 28 ديسمبر/كانون الأول 2024. [أنور عمرو/وكالة الصحافة الفرنسية]

موقع الفاصل |

شهد حصاد الزيتون في سوريا هذا العام محصولاً غير مسبوق، مما يُمثل إنجازاً هاما للمزارعين والصناعة الزراعية في البلاد.

تحتفل سوريا، المعروفة ببساتين الزيتون التي تمتد قروناً، بموسم وفرة يبشر بنمو اقتصادي وتفاؤل متجدد للمجتمعات في جميع أنحاء سوريا.

موسم وفير

لطالما مثلت بساتين الزيتون ركناً أساسياً في الاقتصاد الزراعي السوري، وقد سجل حصاد هذا العام رقماً قياسياً.

تقدر وزارة الزراعة السورية أن محصول الزيتون لعام 2025 سيتجاوز 1.2 مليون طن. وهذا يُمثل زيادة بنسبة تقارب 30% مقارنةً بإنتاج العام الماضي الذي بلغ 920 ألف طن.

يعزو المزارعون وفرة المحصول إلى هطول الأمطار المواتية، وتحسين أنظمة الري، واعتماد تقنيات الزراعة الحديثة.

وقد سجلت محافظات مثل طرطوس وحماة غلة كبيرة بشكل خاص، حيث تضاعف إنتاج بعض المناطق مقارنة بالسنوات السابقة.

يقول خالد، وهو مزارع من طرطوس: "حصاد هذا العام نعمة. فقد أنتج بستاني زيتوناُ أكثر بنسبة 40% عن العام الماضي، والجودة ممتازة".

تعزز هذه الزيادة الكبيرة في الإنتاج صناعة زيت الزيتون في سوريا. ومن المتوقع أن تنتج هذه الصناعة هذا الموسم 150 ألف طن من الزيت، ممثلة ارتفاعا من 110 آلاف طن في عام 2024. ويشتهر زيت الزيتون السوري بنكهته الغنية وجودته العالية، ومن المتوقع أن يحقق تأثيراً أكبر في الأسواق العالمية.

بالإضافة إلى زيت الزيتون، يشهد زيتون المائدة ازدهاراً ملحوظا أيضا. إذ تشهد الأسواق المحلية زيادة في العرض بنسبة 25%، حيث تخزنه العائلات من أجل عمل المخللات.

نمو الاقتصادي

يُوظّف قطاع الزيتون أكثر من 400 ألف شخص، من مزارعين وعمال معاصر وتجار، ويُوفّر محصول هذا العام الوفير المزيد من فرص العمل.

كما يُبدي المُصدّرون تفاؤلاً بشأن الإمكانات الاقتصادية لموسم هذا العام. حيث من المُتوقع أن ترتفع صادرات زيت الزيتون السوري، التي بلغت 35 ألف طن العام الماضي، إلى 50 ألف طن عام 2025. ويُمثّل زيت الزيتون فرصة ذهبية لسوريا لتوسيع حضورها في الأسواق الدولية.

يقول نور، وهو تاجر مُصدّر من اللاذقية: "يتزايد الطلب على زيت الزيتون السوري، لا سيما في أوروبا والخليج. يُتيح لنا موسم هذا العام فرصة لتعزيز سمعتنا في الخارج".

إلى جانب الفوائد الاقتصادية، يوطد موسم الحصاد روح التكافل الاجتماعي. تعمل العائلات والجيران معًا لقطف الزيتون، مُحوّلين الحقول إلى أماكن تجمع نابضة بالحياة. ويُضفي تقليد جني الزيتون، المُتجذّر في الثقافة السورية، فخراً وفرحاً مُتجدّدين على المناطق الريفية.

مستقبلٌ مشرقٌ للزراعة السورية

يُعدّ الحصاد القياسي للزيتون هذا العام دليلاً على قوة إرادة المزارعين السوريين وتفانيهم. فقد أثمر عملهم الدؤوب، إلى جانب الظروف المواتية، عن موسماً زراعياً وفيراً يبشر بنموٍّ اقتصاديٍّ واستقرار.

مع توقعاتٍ بإنتاج أكثر من 1.2 مليون طن من الزيتون و150 ألف طن من زيت الزيتون هذا العام، يُبشر القطاع الزراعي السوري بمستقبلٍ أكثر إشراقاً. ويُذكّر نجاح هذا الحصاد بإمكانية التحديث والازدهار في المجتمعات الزراعية.

مع وصول زيت الزيتون وزيتون المائدة السوري إلى الأسواق المحلية والدولية، تحتفل البلاد بموسمٍ من الأمل والوفرة والفرص.

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة الفاصل بشأن التعليقات

يرجى إدخال الأرقام *