أمن
انتهاكات الحوثيين تدمر التعليم في اليمن وتهدد المعلمين
لا يزال أكثر من 350 معلما قيد الاحتجاز لدى الحوثيين، ولم يتلق عشرات الآلاف منهم رواتبهم منذ أكثر من تسع سنوات.
![أطفال يحضرون فصلا دراسيا داخل مبنى متهالك يستخدم كمدرسة مؤقتة في المخا، محافظة تعز غرب اليمن، في 27 آب/أغسطس 2024. [خالد زياد/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/10/27/52536-yemen_children_school-600_384.webp)
فيصل أبو بكر |
أكد محللون لموقع الفاصل أن التعليم في مناطق سيطرة جماعة الحوثي على وشك الانهيار الشامل نتيجة الانتهاكات المستمرة التي تشمل اعتقال المعلمين وحرمانهم من رواتبهم منذ أكثر من تسع سنوات، إضافة إلى تحويل المدارس إلى مراكز عسكرية وأدوات لتلقين العقيدة الطائفية .
وأوضحوا أن هذه الممارسات أدت إلى تفاقم الفقر وحرمان آلاف الأطفال اليمنيين من التعليم، ما يهدد مستقبلهم ويقوض بشدة مقومات التنمية في اليمن.
وكشفت نقابة المعلمين اليمنيين عن وضع مأساوي، حيث لا يزال أكثر من 350 معلما محتجزين في سجون الحوثيين، وعشرات الآلاف بدون رواتب منذ أكثر من تسع سنوات.
وفي بيان بمناسبة اليوم العالمي للمعلم في 5 تشرين الأول/أكتوبر، أشارت النقابة إلى أن المعلمين يعانون ضائقة اقتصادية ونفسية خانقة نتيجة انقطاع مرتباتهم.
خدمة مشروع الحوثيين
وقال المحلل السياسي وضاح الجليل للفاصل إن "المليشيات الحوثية سعت منذ صعودها إلى تجريف العملية التعليمية وتجهيزها لخدمة مشروعها، من خلال السيطرة على مؤسسات الدولة والتعليمية وتغيير المناهج وتسريح المعلمين غير الموالين لها واستبدالهم بآخرين تابعين للجماعة".
وأضاف أن "الجماعة استخدمت المدارس لتلقين الطلاب الدروس الطائفية، ما يعكس محاولة لتوجيه الأجيال القادمة وفق مشروعها العقائدي والسيطرة على المجتمع".
وأوضح الجليل أن الحوثيين "استهدفوا المعلمين لإضعاف قدرتهم على تقديم التعليم، ما دفع كثيرين منهم إلى البحث عن مصادر دخل أخرى، واضطر بعضهم للتخلي عن مهنة التعليم كليا".
بينما تسبب إيقاف الرواتب في ركود الأسواق وتقليص القدرة الشرائية للسكان.
وتابع أن "ذلك الوضع زاد من تفاقم الفقر وانتشار الأعمال غير المشروعة، ما أدى إلى مشاكل اجتماعية تهدد السلم الاجتماعي والاستقرار".
جريمة ممنهجة ضد التعليم
من جانبه، قال المحلل السياسي محمود الطاهر لموقع الفاصل إن "ما يتعرض له المعلمون يعد جريمة ممنهجة ضد التعليم والإنسان اليمني، حيث أدت سياسة انقطاع المرتبات إلى كارثة معيشية واجتماعية، وارتفاع معدلات الفقر والحرمان بين الأسر التعليمية".
وحذر من أن اعتقال أكثر من 350 معلما "هو امتداد لسياسة القمع التي تمارسها المليشيا ضد كل فئات المجتمع الرافضة لفكرها أو للخضوع لتجنيد أبنائها".
وأشار الطاهر إلى أن "تحويل المدارس إلى مرافق عسكرية ومراكز تلقين فكري طائفي يزرع في الأطفال أفكار الكراهية والعنف ويهدد مستقبل اليمن لأجيال قادمة".
فيما قال المحلل الاقتصادي عبد العزيز ثابت لموقع الفاصل إن فقدان المعلمين مصدر دخلهم الأساسي دفع كثيرين "للعمل في مهن هامشية لتغطية احتياجات أسرهم، ما أدى إلى حالة إحباط واكتئاب واسعة بين المعلمين وشعورهم بفقدان الكرامة".
وأضاف أن غياب الحافز المالي انعكس على جودة التعليم وارتفاع نسبة الغياب بين المدرسين.
وتابع أنه "بالإضافة إلى ذلك، فإن الاعتماد على مدرسين متطوعين أو موالين للحوثيين قد ساهم في تسييس العملية التعليمية، ما مكن الجماعة من نشر فكرها داخل المناهج والأنشطة".