أمن

العراق وسوريا تكثفان الجهود لإخلاء مخيم الهول

توفر جهود العراق لإعادة مواطنيه من مخيم الهول في سوريا مسارا لإعادة التأهيل وإعادة الإدماج ومكافحة التطرف وتقديم بديل له.

توزيع المساعدات بتاريخ 26 كانون الأول/ديسمبر 2024 في مركز الأمل التأهيلي جنوب الموصل، وهو مركز يضم عائلات عراقية عائدة من مخيم الهول في سوريا. [وزارة الهجرة العراقية]
توزيع المساعدات بتاريخ 26 كانون الأول/ديسمبر 2024 في مركز الأمل التأهيلي جنوب الموصل، وهو مركز يضم عائلات عراقية عائدة من مخيم الهول في سوريا. [وزارة الهجرة العراقية]

أنس البار |

سجّل العراق عودة أعداد كثيرة من مواطنيه الموجودين في مخيم الهول بسوريا.

وجاءت إعادة هؤلاء إلى البلد ضمن جهود وطنية ودولية لإعادة جميع قاطني المخيم إلى بلدانهم الأم، ما سيؤدي في نهاية المطاف إلى إغلاق المخيم الذي يوصف على نطاق واسع بأنه "أرضية خصبة للتطرف".

ورغم تقدم وتيرة المغادرات، تبقى أزمة الهول قائمة.

فلا يزال الآلاف يعيشون تحت وطأة الفقر المدقع، ما يجعلهم عرضة لنفوذ تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

مركز الأمل التأهيلي نظم أنشطة لدعم الاستقرار وصمود الأسر العراقية العائدة من النزوح في 28 تموز/يوليو. [مؤسسة آشور للإغاثة والتنمية]
مركز الأمل التأهيلي نظم أنشطة لدعم الاستقرار وصمود الأسر العراقية العائدة من النزوح في 28 تموز/يوليو. [مؤسسة آشور للإغاثة والتنمية]

ومنذ عام 2021، بدأت الحكومة العراقية بإجلاء مواطنيها من الهول إلى مركز الأمل في مخيم الجدعة جنوبي الموصل.

ويوفر المركز المأوى والطعام والخدمات النفسية والاجتماعية الأساسية للمساعدة في إعادة التأهيل.

وبلغ عدد العراقيين العائدين إلى بلدهم حتى الآن نحو 19 ألف شخص وهم يشكلون حوالي 5000 عائلة.

وانخفض العدد الإجمالي لسكان المخيم إلى 30 ألف خلال العام الجاري، ومعظمهم من السوريين.

فرصة للاندماج مجددا

وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم وزارة الهجرة العراقية علي عباس جهانكير إن خطة العودة تركز على "تهيئة بيئة متكاملة" لكل العائدين غير المدانين بالإرهاب.

وذكر لموقع الفاصل أن هذه البيئة "تقدم لهم الأمان والدعم وفرصة ثمينة للاندماج مجددا بالمجتمع".

ووصف الجهود بأنها بمثابة "قارب نجاة" للتخلص من قساوة الحياة بالمخيم ومساعدة الأفراد على الابتعاد عن الأفكار الإرهابية.

وسلط جهانكير الضوء على ما تحقق من نجاحات في سياق "انتزاع التطرف والتجاوب بشكل إيجابي مع برامج التأهيل المتعددة التي خضع لها العائدون".

وتعمل في مركز الأمل عدة منظمات عراقية و18 منظمة دولية على تنفيذ 77 برنامجا إنسانيا.

وتهدف هذه المبادرات لدعم الصحة النفسية وتعزيز مهارات التعلم وبناء القدرات وغرس قيم التسامح والاعتدال والتأقلم المجتمعي.

وقال جهانكير "تشارك مع وزارة الهجرة عدة وزارات عراقية في متابعة أحوال العائدين واستخراج الوثائق الرسمية لهم وتأمين نقلهم لمناطقهم الأصلية بعد اجتيازهم للتأهيل وتعزيز المصالحة المجتمعية".

وإلى جانب خطر جذب الأطفال إلى صفوف المتطرفين، يؤكد توثيق عمليات القتل والإخفاء القسري والاعتداءات أن الهول هو من أخطر المخيمات في العالم.

وبدوره، قال الشيخ مضر الأسعد رئيس المجلس الأعلى للقبائل والعشائر السورية لموقع الفاصل إن "حال النساء والأطفال بداخل المخيم مأساوي".

وأضاف "هناك معاناة يومية يعشيها سكان الهول بسبب نقص الرعاية والغذاء والخدمات والأمن".

وأكد أن "كل يوم يمر يزداد وضعهم سوءا وتزداد معه المخاطر من اتساع دائرة التشدد وفقدان السيطرة على جيل من الأطفال نشأوا بلا تعليم أو اهتمام".

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة الفاصل بشأن التعليقات

يرجى إدخال الأرقام *

اعجبني جدا جدا

تمام