أمن

تقرير: النظام الإيراني يجني مليارات الدولارات عبر صفقات نفطية سرية مع الصين

استغلت طهران صفقات سرية لتبادل النفط بالمشاريع مع الصين للتهرب من العقوبات، بينما بحثت ترتيبات مماثلة للحصول على أسلحة متطورة.

ناقلة نفط وسفينة شحن تعبران مياه الخليج قبالة ميناء بوشهر الإيراني في 29 نيسان/أبريل 2024. [مرتضى نيكوبازل/نور فوتو عبر وكالة الصحافة الفرنسية]
ناقلة نفط وسفينة شحن تعبران مياه الخليج قبالة ميناء بوشهر الإيراني في 29 نيسان/أبريل 2024. [مرتضى نيكوبازل/نور فوتو عبر وكالة الصحافة الفرنسية]

فريق عمل الفاصل |

اعتمدت طهران على نظام دفع سري للإتجار بالنفط الخام مقابل مشاريع البنية التحتية الصينية، متجنبة بذلك العقوبات وحصلت على ما يصل إلى 8.4 مليارات دولار العام الماضي بحسب ما ذكره مسؤولون غربيون لصحيفة وول ستريت جورنال.

وتشمل هذه الآلية شركة التأمين الحكومية سينوشور وقناة مالية غير مسجلة تعرف باسم تشوكسين وتقوم بتحويل المدفوعات عبر شركات بناء صينية بدلا من البنوك الدولية.

وتشير التقديرات الغربية إلى أن حوالى 90 في المائة من صادرات إيران النفطية البالغة 43 مليار دولار العام الماضي ذهبت إلى الصين.

النفط مقابل البنية التحتية

وفي هذا الإطار، سجلت شركة خاضعة لإيران مبيعات نفط إلى مشتر صيني مرتبط بشركة التجارة الحكومية زوهاي زينرونغ الخاضعة للعقوبات.

وقال مسؤولون إن الشاري يقوم بعد ذلك بإيداع دفعات شهرية كبيرة لدى تشوكسين، التي تقوم بدورها بتحويل الأموال إلى شركات صينية تعمل في مشاريع بنية تحتية في إيران تؤمنها سينوشور.

هذا ويتم إخفاء جزء كبير من النفط الخام من خلال عمليات النقل من سفينة إلى سفينة ومزجه مع شحنات أخرى لإخفاء مصدره الإيراني.

ووفر النظام لطهران شريان حياة اقتصاديا حيويا على الرغم من العقوبات الثقيلة.

وتسعى حملة الضغط القصوى التي يشنها الرئيس دونالد ترامب إلى قطع مصادر الدخل هذه لتقييد البرنامج النووي الإيراني وتمويله أذرعه الإقليمية وأنشطته المزعزعة للاستقرار.

وفي 9 تشرين الأول/أكتوبر، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات جديدة على أكثر من 50 فردا وشركة وسفينة مرتبطة بصادرات النفط الإيرانية.

وشملت الجهات المستهدفة ميناء صينيا ومجموعة شاندونغ جينتشنغ للبتروكيماويات وهي مصفاة صغيرة متهمة باستيراد ملايين البراميل من النفط الإيراني منذ عام 2023.

ولم تسجل الجمارك الصينية واردات النفط الخام الإيرانية منذ ذلك العام، الأمر الذي يخفي الحجم الحقيقي للتجارة.

ترتيبات النفط مقابل السلاح

ووفقا لمعلومات تمت مشاركتها مع إيران إنترناشونال، فإن المؤسسة العسكرية الإيرانية سعت إلى استخدام شحنات النفط كورقة ضغط للحصول على أسلحة صينية متطورة.

وقال مصدر مطلع إن مسؤولين من الحرس الثوري الإيراني وهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة ناقشوا مع شركاء صينيين إمكانية الحصول على صواريخ ومسيرات وأنظمة دفاع جوي مقابل النفط الخام.

وتم تحديد مجموعة هاوكون للطاقة وهي شركة صينية يقال إنها مدينة لطهران بنحو مليار دولار مقابل مشتريات نفطية سابقة من كيانات مرتبطة بالحرس الثوري، كلاعب رئيسي في تلك المحادثات.

وأشار المصدر إلى أن أحد المقترحات قيد الدراسة يتضمن تعويض جزء من ديون هاوكون من خلال تسليم المعدات العسكرية.

وفي عام 2022، تم فرض عقوبات على هاوكون من قبل وزارة الخزانة الأميركية لشرائها كميات كبيرة من النفط من فيلق القدس التابع للحرس الثوري.

وأوضح محللون أنه إذا ما تم تنفيذ صفقة النفط مقابل الأسلحة هذه، فإنها ستعكس سعي بيجين لتحقيق مصالحها الاستراتيجية الخاصة من خلال دعم نظام خاضع للعقوبات ومتهم بتأجيج انعدام الاستقرار الإقليمي.

وأضافوا أن هذه الترتيبات تبقى بالنسبة للنظام الإيراني وسيلة للاستمرار تدعم برامجه التسلحية وتحافظ على ما تبقى من نفوذه الإقليمي.

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة الفاصل بشأن التعليقات

يرجى إدخال الأرقام *