أمن

اختبار صاروخي فاشل يفضح القدرات المتلاشية للنظام الإيراني

كشف الاختبار الصاروخي غير المعلن في قاعدة الإمام الخميني الفضائية عن استنزاف النظام الإيراني المتواصل لموارد الشعب وجهوده للحفاظ على برنامجه الصاروخي.

صورة التقطتها الأقمار الصناعية في 24 سبتمبر/أيلول تظهر منصة إطلاق محترقة في قاعدة الإمام الخميني الفضائية الإيرانية في محافظة سمنان. [بلانيت لابس PBC]
صورة التقطتها الأقمار الصناعية في 24 سبتمبر/أيلول تظهر منصة إطلاق محترقة في قاعدة الإمام الخميني الفضائية الإيرانية في محافظة سمنان. [بلانيت لابس PBC]

نور الدين عمر |

قال خبراء إن الاستثمار المستمر للنظام الإيراني في البرامج الصاروخية رغم حالات الفشل المتكررة، يظهر تراجعا حادا في قدراته العسكرية.

وأشارت تقارير إعلامية الأسبوع الماضي إلى احتمال أن يكون النظام قد أجرى اختبارا صاروخيا غير معلن في قاعدة الإمام الخميني الفضائية.

وجرت عملية الإطلاق في منصة دائرية غالبا ما تستخدم لمهام الفضاء المدني الكبرى.

ولم تعترف طهران رسميا بالفعالية، ولكن ادعى عضو البرلمان محسن زنكنة في تصريحات على التلفزيون الرسمي أن الاختبار شمل صاروخا باليستيا عابرا للقارات.

وقال محللون عسكريون إن الاختبار المزعوم يسلط الضوء على تصميم النظام على الحفاظ على برنامجه الصاروخي رغم تراكم الإخفاقات.

وقال الخبير العسكري جميل أبو حمدان إن "الحرس الثوري الإيراني كان يروج لقدراته الصاروخية باعتبارها الدرع الحامي لإيران ووسيلة لتهديد عدد كبير من دول الخليج والشرق الأوسط".

وتابع "إلا أن الحرب الأخيرة مع إسرائيل أظهرت عقم هذه القدرات على الصعيد الدفاعي والهجومي معا".

وذكر أن الأدلة الأولية لنقاط الإطلاق الأخيرة تشير إلى فشل آخر بعد.

وأضاف أن "التدقيق في صور الأقمار الاصطناعية يبين أن التجربة كانت فاشلة بسبب الآثار الظاهرة عن الحرق. كما أنه لو كانت تمت بنجاح لكانت صور الأقمار الاصطناعية رصدت الصاروخ بشكل واضح".

الصعوبات الاقتصادية في إيران

وشدد خبراء على أن الإنفاق المتواصل للنظام على الأسلحة يأتي مباشرة على حساب المواطنين الإيرانيين الذين يعانون في ظل الظروف المعيشية المتدهورة.

وبدوره، قال فتحي السيد الخبير المختص بشؤون الحرس الثوري الإيراني إن "الحرس الثوري الإيراني ومعه النظام الإيراني ككل مستمرون بإهدار أموال الشعب الإيراني على التجارب الصاروخية الفاشلة".

وأضاف "تعتبر هذه التجارب جزءا أساسيا من البرنامج النووي، في وقت تحتاج فيه الخزانة الإيرانية للأموال لتلبية متطلبات الشعب الأساسية كالتقديمات الصحية والرعاية الاجتماعية وتحسين القدرة الشرائية المتدنية نتيحة الانهيار الاقتصادي".

وذكر أن الوضع المحلي في إيران بلغ نقطة حساسة.

وأوضح "وصلت الأمور إلى ترد واضح بالبنى التحتية، خاصة الماء والكهرباء".

وتوقع السيد أن "تتصاعد حركات الاحتجاج من قبل الشعب الإيراني خاصة وأن هذه التجارب تترافق مع التصريحات التي تؤكد الإصرار الإيراني على المضي بالبرنامجين الصاروخي والنووي".

وقال إن طموحات النظام تفاقم أيضا موقع الدولة على الساحة الدولية.

وأشار إلى أن "استمرار النظام ببرنامجه الصاروخي يزيد من العزلة الدولية بالإضافة إلى العقوبات".

وكان الإيرانيون العاديون قد أملوا بتحسن من خلال تخفيف العقوبات والإفراج عن الأصول المجمدة وانتعاش الاقتصاد بعد سنوات من الضيق.

وعوضا عن ذلك، يؤدي سعي النظام وراء مشاريع صاروخية مكلفة وفاشلة إلى زيادة المعاناة المحلية والعزلة الدولية.

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة الفاصل بشأن التعليقات

يرجى إدخال الأرقام *