أمن
تخبط الميليشيات المدعومة من إيران في العراق عقب العقوبات الأميركية
أثارت خطوة واشنطن بإدراج قادة بارزين في الميليشيات المدعومة من إيران على القائمة السوداء حالة من الذعر والانشقاقات والارتباك داخل شبكة أذرع طهران في العراق.

أنس البار |
غرقت قيادة الميليشيات المدعومة من إيران في العراق في حالة من الاضطراب إثر قرار الولايات المتحدة الأخير بتصنيف عدد منها كمنظمات إرهابية أجنبية.
وردا على هذا القرار، سارعت هذه الميليشيات إلى فرض إجراءات احترازية تهدف إلى تجنب الضربات أو أي تعطيل لمصادر إيراداتها التي تمول عملياتها.
وتم كذلك إخلاء المكاتب والمقار الحساسة في بغداد وعدة محافظات.
ويواجه عناصر الميليشيات قيودا أكثر صرامة على تحركاتهم وقد أصدرت لهم أوامر بالتوقف عن استخدام الهواتف الذكية في ظل مخاوف من تعرضهم للمراقبة والاستهداف.
ومن بين المجموعات التي صنفت حديثا كمنظمات إرهابية، حركة النجباء بقيادة أكرم الكعبي وكتائب سيد الشهداء بقيادة أبو علاء الولائي وكتائب الإمام علي بقيادة شبل الزيدي.
وتمثل هذه العقوبات إحدى أهم الخطوات التي اتخذتها واشنطن في السنوات الأخيرة للحد من نفوذ إيران في العراق.
القادة يفرون والمجندون يفقدون الثقة
وفي هذا السياق، قال الباحث السياسي عبد القادر النايل إن قرار الولايات المتحدة أحدث "صدمة واهتزازا كبيرين في صفوف [هذه الجماعات]".
وأضاف أن معلومات أفادت بأن بعض قادة الميليشيات فروا بالفعل إلى إيران "خوفا من هجمات خاطفة قد تطالهم".
وشدد النايل على أن هذه التصنيفات خلقت انقسامات في صفوف العناصر، لا سيما بين المجندين الفقراء الذين انضموا أساسا من أجل الراتب.
وأوضح "تسود الانقسامات والتململ الحاد بين العديد من المجندين الفقراء المنخرطين في تلك الجماعات من أجل المرتبات".
وتابع "تزداد مشاعر الخذلان والإحباط بين العناصر المتحالفة مع إيران وتتصاعد رغبتهم في فك ارتباطهم والالتحاق بوظائف وأعمال مدنية خصوصا بعد وضع تنظيماتهم على قوائم الإرهاب".
وأشار النايل إلى "امتعاض العراقيين من نفوذ وأفعال الوكلاء المخلة بأمن بلدهم ومن فسادهم وأنشطتهم في تهريب النفط وثرائهم الفاحش".
إضعاف قبضة النظام الإيراني على العراق
هذا وتقوض الخطوة الأميركية أيضا قدرة طهران على إبراز قوتها من خلال وكلائها في العراق وسائر منطقة الشرق الأوسط.
ومن جانبه، قال الخبير الاستراتيجي العراقي طارق الشمري إن هذه التصنيفات تشكل خطوة كبرى في كبح طموحات إيران الإقليمية.
ولفت في حديث للفاصل إلى "فعالية القرار في عرقلة مشروع الهيمنة الذي تنفذه إيران بمساعدة حلفائها وتقويض طموحاتها بالتوسع والتحكم ببلدان المنطقة".
وشدد على أن التأثير داخل العراق سيكون كبيرا.
وذكر أن "القرار يضعف قبضة الإيرانيين على العراق عبر جماعاتهم التي تحمل السلاح بوجه الدولة وتقف حجر عثرة أمام أي خطوة للسلام والازدهار".
وأكد الشمري أن "القرار يدعم قوة فرض القانون والسيادة الوطنية بما يمكّن الحكومة من تعزيز جهودها الأمنية وصلاحياتها الشرعية في حماية البلاد".
وختم بالقول إن "حلفاء إيران خائفون اليوم أكثر من أي وقت مضى، فشعورهم بعدم الأمان وفقدانهم للثقة فيما بينهم يزداد وهم يدركون أن فصلا طويلا من المحاسبة ينتظرهم".