أمن
الإكوادور تصنف الحرس الثوري الإيراني وحزب الله وحماس كمنظمات إرهابية
أعلنت الإكوادور رسميا تصنيف الحرس الثوري الإيراني وحزب الله وحماس كمنظمات إرهابية، مستهدفة شبكاتها المالية في أميركا اللاتينية، في إشارة إلى تحول إقليمي ضد أنشطة وكلاء طهران.
![وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو (يسارا) ورئيس الإكوادور دانييل نوبوا يتصافحان في قصر كارونديليت الرئاسي في كيتو، الإكوادور، في الرابع من أيلول/سبتمبر. [جاكلين مارتن/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/09/26/52067-rubio_noboa-600_384.webp)
نور الدين عمر |
وقع رئيس الإكوادور دانييل نوبوا في 16 أيلول/سبتمبر مرسوما تنفيذيا يصنف الحرس الثوري الإيراني وحزب الله وحركة حماس كمنظمات إرهابية.
جاءت هذه الخطوة عقب تحذيرات صادرة عن المركز الوطني للاستخبارات في الإكوادور، الذي كان قد أشار في وقت سابق من هذا العام إلى الحضور القوي لهذه الجماعات في أميركا اللاتينية، وإلى الاشتباه بارتباطها بشبكات إجرامية إكوادورية.
ويرى خبراء أن هذا القرار يمثل خطوة كبيرة نحو تعطيل القنوات المالية التي تُسهم في دعم الحرس الثوري الإيراني ووكلائه.
وأضاف الخبراء أن وكلاء إيران دأبوا منذ فترة طويلة على استخدام أميركا اللاتينية مركزا لعمليات التهريب وتبييض الأموال والاتجار بالمخدرات، وهي أنشطة تمول في نهاية المطاف عملياتهم المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط.
قطع مصادر التمويل
في هذا السياق، قال الخبير العسكري يحيى محمد لموقع الفاصل "لن تكتمل الحرب على الإرهاب ما لم تُستهدف مصادر التمويل الخارجية والأذرع المالية".
وأكد أن ذلك "ينطبق بطبيعة الحال على الحرس الثوري الإيراني لوقف مخططاته التدميرية ضد الدول التي يعتبرها أهدافا له".
وأضاف علي إنَّ قرار الإكوادور "سيكون له أثر إيجابي على معظم دول أميركا اللاتينيَّة"، إذ إن النِّظام الإيراني طالما استخدم هذه المنطقة "كقاعدة لوكلائه من أجل تهريب الأسلحة والاتجار بالمخدرات والانخراط في الفساد، بهدف زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.
ورجح أنه "نظرا لتداخل شبكات الحرس الثوري الإيراني مع الشبكات الإجرامية المتورطة في تهريب الأسلحة، ومع عصابات المخدرات والجريمة المنظمة والمافيا والكارتيلات، قد تحذو دول أخرى حذو الإكوادور".
وأردف علي أن القرار يُجسد العزم الدولي القائم على وقف أي نشاط يقوم به الحرس الثوري الإيراني ووكلاؤه، من خلال تصنيفهم كمنظمات إرهابية وفرض العقوبات عليهم.
بصمة الحرس الثوري الإيراني في أميركا اللاتينية
من جانبهم، أكد محللون أن وجود الحرس الثوري الإيراني في أميركا اللاتينية ليس أمرا جديدا، فالجماعة ووكلاؤها يشغلون منذ سنوات شبكات تمتد عبر المنطقة.
أما شيار توركو، الخبير في أنشطة الحرس الثوري الإيراني، فقال إن "الحرس الثوري وأذرعه العالمية رسخوا وجودهم في عدد من دول أميركا اللاتينية، وشكلوا خلايا تنخرط في شتَّى أنواع الأنشطة غير المشروعة، بما في ذلك الاتجار بالمخدرات وتهريب الأسلحة وتهريب البشر".
واعتبر أن هذه الأنشطة "تشكل مصدرا مهما من مصادر تمويل الحرس الثوري الإيراني، إذ تمكّنه من تمويل أذرعه في الشرق الأوسط، فضلا عن تأمين الذخيرة والأسلحة لتنفيذ مخططاته الرامية إلى زعزعة استقرار دول المنطقة".
وأوضح أن هذه الخلايا نفذت "أعمالا قذرة" بهدف تأمين "مبالغ طائلة من الأموال" لخدمة أجندة طهران.
في المحصلة يشير تصنيف الإكوادور إلى إدراك أوسع في أميركا اللاتينية للمخاطر التي يشكلها وكلاء النِّظام الإيراني.
فمن خلال استهدافها المباشر لخطوط تمويلهم الحيوية، لم تعزز الإكوادور أمنها فحسب، بل قد تلهِم أيضا الدول المجاورة لاتخاذ تدابير مماثلة.
أما بالنسبة إلى طهران، فهذا القرار يشكل انتكاسة في جهودها المتواصلة منذ أمد بعيد لتوسيع نفوذها في نصف الكرة الغربي.