أمن
تهريب النظام الإيراني للأسلحة إلى حزب الله يهدّد سيادة لبنان
حذر خبراء من أن استمرار إيران في نقل الأسلحة إلى حزب الله يقوض سيادة لبنان، ويعطل جهود نزع السلاح ويهدّد استقرار البلاد وتعافيها الاقتصادي.
![أنصار حزب الله يلوحون بالأعلام خلال تظاهرة في الضاحية الجنوبية لبيروت في 5 أيلول/سبتمبر، عقب قرار مجلس الوزراء اللبناني بنزع سلاح الجماعات المسلحة. [فاضل عيتاني/نورفوتو/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/09/22/52014-hiz_supporters-600_384.webp)
نهاد طوباليان |
أكد خبراء أن النظام الإيراني وذراعه حزب الله يواصلان تقويض سيادة لبنان عبر إذكاء حالة عدم الاستقرار وإضعاف مؤسساته وتهريب الأسلحة.
وكانت السلطات السورية قد أعلنت في 19 آب/أغسطس، عن ضبط شحنة صواريخ من طراز غراد في منطقة القصير بحمص قرب الحدود اللبنانية.
وأفادت التقارير بأن الأسلحة كانت مرسلة من النظام الإيراني إلى حزب الله.
وخلال الأشهر الأخيرة، تم اعتراض عدة شحنات مماثلة بما يبرز إصرار طهران على زعزعة استقرار لبنان.
وفي هذا السياق، أوضح الخبير العسكري والعميد الركن المتقاعد مارسيل بالوكجي، أن عمليات تهريب الأسلحة من جانب طهران إلى حزب الله شهدت تباطؤا، غير أنها لم تتوقف.
وأشار إلى أن "هذه العمليات غالبا ما تحتوي على صواريخ من طراز كورنيت".
شدد بالوكجي على أن "استمرار إيران في تهريب الأسلحة إلى حزب الله يقوض جهود الدولة اللبنانية في بسط سيادتها وتنفيذ خطة نزع السلاح".
وقال إن امتناع حزب الله عن تسليم أسلحته "يحول دون تمكن الدولة من بسط سيادتها الكاملة، ويستمر في تهديد الأمن الإقليمي وإشعال بؤر التوتر وإضعاف مساعي إحلال السلام".
أضاف بالوكجي أن "حزب الله ما يزال يشكل الأداة الرئيسة في المشروع الإيراني الهادف إلى تقويض استقرار منطقة الشرق الأوسط".
رفض حزب الله
من جهته، قال أمجد إسكندر، رئيس تحرير صحيفة نداء الوطن، إن إصرار الحزب على تحدي جهود نزع السلاح في لبنان إنما يجسد تأثير طهران، لا توجها داخليا.
ولفت إلى أن "رفض حزب الله تسليم أسلحته يستند بالأساس إلى موقف النظام الإيراني".
وتابع "ليس من المستغرب أن يحافظ حزب الله على نشاطه العسكري في الجنوب. كما ليس من المستغرب أن تواصل إيران محاولاتها لتهريب الأسلحة عبر سوريا، إذ تُصر طهران على إبقاء حزب الله مسلحا في لبنان".
وأشار إلى الزيارة التي قام بها مؤخرا رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني إلى لبنان، باعتبارها "دليلا واضحا" على نية طهران تعزيز موقع حزب الله.
وحذر إسكندر من أن رفض حزب الله خطة نزع السلاح التي وضعها الجيش اللبناني ينطوي على مخاطر بالغة تهدد استقرار لبنان وجهود تعافيه.
وأردف أن "رفض حزب الله لخطة نزع السلاح التي وضعها الجيش اللبناني يترتب عليه مخاطر جسيمة، إذ قد يحجم المجتمعان العربي والدولي عن دعم عملية إعادة إعمار لبنان، ما من شأنه إطالة أمد أزماته الاقتصادية".
وقد لا تقتصر التداعيات على الاقتصاد فحسب، بل تتعداه إلى مجالات أخرى.
ونبه إسكندر إلى "أن الخطر الثاني الناجم عن امتناع [حزب الله] عن تسليم سلاحه هو انزلاق الدولة في دوامة سياسية مغلقة، تحول دون الشروع في إعادة الإعمار وتحقيق التنمية الاقتصادية وتنشيط القطاع السياحي".
وختم قائلا "ما دام حزب الله محتفظا بسلاحه، سيبقى لبنان والمنطقة الأوسع في حالة عدم استقرار".