إقتصاد
سعر الصرف: كيف تُدير الدول أسعار صرف عملاتها؟
تلعب إدارة سعر الصرف دورًا مهما في تشكيل المشهد الاقتصادي لأي دولة.
![مبنى البنك المركزي المصري في القاهرة، في 4 آذار/مارس 2024. [أمير مكار/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/08/14/51540-central_bank_--egypt-600_384.webp)
فريق عمل الفاصل |
كما قال جوزيف ستيغليتز، الحائز على جائزة نوبل، بحذاقة: "أسعار الصرف ليست مجرد مؤشرات اقتصادية؛ بل هي ثمن الصحة الاقتصادية النسبية للدولة".
تُثبّت الدول عملاتها من خلال البنوك المركزية باستخدام ثلاثة أنظمة: أسعار الصرف الثابتة، وأسعار الصرف العائمة، وأنظمة التعويم المُدار.
نظام سعر الصرف الثابت
يُرسي نظام سعر الصرف الثابت ربطًا مباشرًا بين عملة الدولة وعملة رئيسية أخرى، أو سلة من العملات.
تلتزم البنوك المركزية بالحفاظ على سعر الصرف هذا، غالبًا من خلال شراء أو بيع عملاتها الاحتياطية الأجنبية.
يُوفر هذا النظام الاستقرار والقدرة على التنبؤ في التجارة والاستثمار، لذا يُجذب هذا النظام الدول التي لديها تاريخ من التضخم أو عدم الاستقرار السياسي.
ومع ذلك، فإن الحفاظ على سعر صرف ثابت ليس خاليًا من التحديات.
يتطلب الحفاظ على ربط العملة احتياطيات أجنبية كبيرة لإدارة صدمات السوق، مما يُسبب ضغطًا اقتصاديًا في حال انحراف العملة عن قيمتها السوقية.
نتيجةً لذلك، إذا كان سعر الصرف الثابت مرتفعًا أو منخفضًا جدًا، فقد تُعيد البنوك المركزية تقييم العملة، مما يُسبب تغيرات اقتصادية مفاجئة ومُزعزعة للاستقرار.
يعد الدينار العراقي مثالا على عملة تستخدم نظام سعر صرف ثابت، حيث يساوي الدولار الأمريكي الواحد 1,310 دنانير عراقية وفق سعر الصرف الرسمي.
نظام سعر الصرف العائم
في نظام سعر الصرف العائم، تُحدد قيمة العملة من خلال قوى السوق دون تدخل مباشر من البنك المركزي.
يسمح هذا النظام لأسعار الصرف بالتقلب بحرية بناءً على العرض والطلب، مُستجيبًا بفعالية للتغيرات في البيئة الاقتصادية.
على سبيل المثال، إذا تحسنت التوقعات الاقتصادية لبلد ما، فقد ترتفع قيمة عملته نتيجةً لزيادة ثقة المستثمرين.
يُمكن لنظام سعر الصرف العائم أن يُوفر مرونة أكبر، ويُخفف الضغط على موارد البنك المركزي.
ومع ذلك، قد يؤدي ذلك إلى زيادة التقلبات، مما يُعقّد تخطيط الأعمال، ويسمح للمضاربة بالتأثير بشكل كبير على قيم العملات.
يمكن أن يُعيق هذا الغموض التجارة الدولية والاستثمار الأجنبي، خاصةً إذا كانت أسعار الصرف عرضة لتحولات سريعة.
نظام التعويم المُدار
يجمع نظام التعويم المُدار، أو (النظام الهجين)، بين عناصر نظامي سعر الصرف الثابت والمُعوّم.
في هذا الإطار، يسمح البنك المركزي بتقلبات أسعار الصرف في السوق، ويتدخل أحيانًا لتثبيت سعر الصرف أو التأثير عليه.
يُوفّر هذا النهج توازنًا بين استقرار أسعار الصرف الثابتة واستجابة أسعار الصرف المُعوّم.
قد تتدخل البنوك المركزية من خلال عمليات شراء أو بيع العملات لتخفيف التقلبات المفرطة أو لتحقيق أهداف اقتصادية محددة.
تُمكّن هذه المرونة الدول من التخفيف من الصدمات قصيرة الأجل مع الحفاظ على سيطرة اقتصادية أوسع.
ومع ذلك، قد يثير ذلك أيضًا تساؤلات حول التزام البنك المركزي بقوى السوق، وقد يؤدي التدخل المفرط إلى تشوهات او انحرافات في السوق.
تختار البنوك المركزية أنظمة أسعار الصرف بناءً على الأهداف والظروف الاقتصادية.
يُعد فهم هذه الأنظمة أمرًا بالغ الأهمية لصانعي السياسات والمستثمرين والشركات التي تتعامل مع الشؤون المالية العالمية.