إرهاب

زيارة خبراء نوويين إيرانيين لروسيا عام 2024 تثير مخاوف من تطوير محتمل للأسلحة

حذر خبراء من أن اهتمام النظام الإيراني بالتكنولوجيا النووية ذات الاستخدام المزدوج قد يسرع مساره للوصول إلى السلاح النووي.

صاروخ فتح-450 الإيراني الذي أضيف حديثا إلى ترسانة البلاد يتميز بحسب تقارير بمدى يتراوح بين 150 و250 كيلومترا. [وكالة مهر للأنباء]
صاروخ فتح-450 الإيراني الذي أضيف حديثا إلى ترسانة البلاد يتميز بحسب تقارير بمدى يتراوح بين 150 و250 كيلومترا. [وكالة مهر للأنباء]

نور الدين عمر |

أفاد تحقيق نشر في فاينانشال تايمز بتاريخ 5 آب/أغسطس أن وفدا إيرانيا يتألف من 5 أعضاء، بينهم خبراء نوويون مرتبطون ببرامج الأبحاث الخاص بالأسلحة في البلاد، زار مختبرات روسية متخصصة في التقنيات ذات الاستخدام المزدوج العام الماضي.

وقال خبراء إن هذا التعاون قد يسرع الخط الزمني الذي وضعته إيران لتطوير أسلحة نووية رغم مزاعم طهران العلنية بنواياها السلمية.

واستخدم الوفد شركة دامافندتيك الاستشارية الخاصة كغطاء. وضم أفرادا مرتبطين بمنظمة الابتكار والبحوث الدفاعية في إيران والتي تعتبر الوريث لبرنامج الأسلحة النووية الإيراني قبل عام 2004.

وكشف التحقيق أن الإيرانيين أعربوا خلال الزيارة التي تمت في آب/أغسطس 2024 عن اهتمامهم بالحصول على نظائر مشعة.

صورة يظهر فيها صاروخ خيبر من فئة خرمشهر الجيل الرابع في تجمع بطهران بتاريخ 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2023. [حسين بيريس/ميدل إيست إيمدجز عبر وكالة الصحافة الفرنسية]
صورة يظهر فيها صاروخ خيبر من فئة خرمشهر الجيل الرابع في تجمع بطهران بتاريخ 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2023. [حسين بيريس/ميدل إيست إيمدجز عبر وكالة الصحافة الفرنسية]

وسعوا للحصول على 3 نظائر، بينها التريتيوم، في كتاب وُجه إلى مورد روسي، علما أنه ما من دليل على تلبية المورد هذا الطلب.

وفي هذا السياق، قال الخبير العسكري وائل عبد المطلب لموقع الفاصل إن "هذه التقنية تسرع الحصول على السلاح النووي وتحديدا الرؤوس النووية".

ولفت إلى أن روسيا تعتبر من أكثر الدول تقدما في مجال إنتاج التقنيات النووية ذات الاستخدام المزدوج.

وشدد على التداعيات المقلقة التي ترافق حصول إيران على مواد تعد أساسية لدعم إنتاج الرؤوس الحربية النووية، مثل التريتيوم.

وحذر من أن أية محاولة إيرانية لشراء هذه التقنيات "سيزيد من توتر الأوضاع ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط بل في العالم في وقت تسعى العديد من الدول إلى وقف انتشار السلاح النووي حفاظا على الأمن العالمي".

مخاوف عالمية

هذا ويعتبر خبراء الزيارة التي جرت عام 2024 توطيدا إضافيا للشراكة طويلة الأمد التي تربط بين موسكو وطهران والمرسخة في المعارضة المشتركة للسياسات الغربية.

وبدوره، قال السيد علي المختص بالشؤون الدولية للفاصل إن "التعاون الإيراني-الروسي في المجال النووي ليس بالأمر المستغرب". وأضاف " تقاطعت المصالح أكثر من مرة وبأكثر من بلد ".

وتابع أن هذه الشراكة تسمح لموسكو "بتصفية حساباتها السياسية مع عدد من الدول الغربية الرافضة للمخططات الإيرانية".

وحذر من أن عمليات نقل التقنيات النووية الروسية قد يتم "تحت ستارة الطاقة النووية السلمية، وهو ما قد يعرقل عمليات التفتيش التي تقوم بها وكالة الطاقة الذرية الدولية".

وأوضح أن هذا التعاون المموه من شأنه أن "يفتح المجال لإيران للحصول في المستقبل القريب على السلاح النووي وامتلاك ترسانة من الصواريخ الباليستية المزودة برؤوس نووية".

ويعد التوقيت مقلقا بحد ذاته نظرا لقدرات إيران العسكرية الحالية واستعدادها لاستخدامها. وأشار علي إلى أن "الحرس الثوري يتباهى بامتلاكه عدد كبير من الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى".

وقال إنه من دون إجراء دولي عاجل لمنع أي شراء محتمل لتقنيات نووية، "ستظل منطقة الشرق الأوسط غير مستقرة والعديد من الدول ستشعر بالتهديد الدائم".

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة الفاصل بشأن التعليقات

يرجى إدخال الأرقام *