مجتمع
العراق: احتياطي القمح يكفي حتى عام 2027
يستمر إنتاج القمح في العراق في الارتفاع سنة بعد سنة.
![مزارعون في اليوسفية، جنوب بغداد، يحصدون القمح في 25 أيار/مايو. [منتظر عدي صاحب/نور فوتو عبر وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/08/12/51488-iraq_crop-600_384.webp)
فريق عمل الفاصل |
بغداد - أعلنت وزارة التجارة العراقية في 4 أغسطس/آب أنها اشترت أكثر من خمسة ملايين طن من القمح من المزارعين المحليين خلال الموسم الحالي.
تمكن العراق من تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح من خلال المزارعين المحليين على مدى السنوات الثلاث الماضية، وفقًا لحيدر الكرعاوي، المسؤول في وزارة التجارة.
أهمية القمح
يُعد القمح من أهم المحاصيل في العالم، وفي العراق، حيث يطعم ملايين العراقيين يوميًا.
بفضل تنوعه وقدرته على التكيف، أصبح القمح ركنًا أساسيًا في النظام الغذائي العراقي، مع وجود العديد من الأصناف التي تناسب مختلف المناخات والتقاليد الطهوية.
تُقدر احتياجات العراق من القمح بنحو 4.6 مليون طن سنويًا.
كان العراق يعتمد حتى وقت قريب على واردات القمح الأجنبية لتكملة احتياجاته المحلية من القمح.
تُمثل زراعة القمح في العراق نشاطًا زراعيًا هامًا، حيث يُعد العراق منتجًا رئيسيًا للقمح في الشرق الأوسط.
بالإضافة إلى ذلك، يُوظّف القطاع الزراعي العراقي، وخاصةً زراعة القمح، ما يقارب 20% من القوى العاملة في البلاد.
تُعدّ الزراعة ثاني أكبر مساهم في الناتج المحلي الإجمالي، وفقًا لبعثة الأمم المتحدة في العراق.
قصةٌ بقدم الحضارة نفسها
لعب القمح دورًا محوريًا في حضارة بلاد ما بين النهرين القديمة (العراق الحديث) اليوم.
وقد كان بمثابة أحد المحاصيل الأساسية التي تدعم المجتمع الزراعي في بلاد ما بين النهرين.
نشأت زراعة القمح قبل حوالي 10,000 عام، وسمحت لسكان بلاد ما بين النهرين الأوائل بالانتقال من نمط حياة الرحل إلى مجتمعات زراعية مستقرة.
وفّر الهلال الخصيب، بتربته الطميية الغنية، ظروفًا مثالية لنمو القمح. التربة الطميية هي نوع من التربة تتكون من مزيج متوازن من الرمل والطمي والطين.
حوالي عام 3,200 قبل الميلاد، كان القمح غذاءً أساسيًا، وكان يُستخدم غالبًا في أشكال مختلفة، بما في ذلك الخبز والعصيدة.
لم يدعم فائض القمح المُنتَج النمو السكاني فحسب، بل مكّن أيضًا من التجارة وتطور الطبقات الاجتماعية.
بالإضافة إلى أهميته الغذائية، كان للقمح أهمية اقتصادية أيضًا.
كثيرا ما استُخدم القمح كعملة، وأدى دورًا محوريًا في التجارة مع المناطق المجاورة.
مهدت زراعة القمح بشكل عام في بلاد ما بين النهرين القديمة الطريق للتقدم الزراعي.
وكما فعل أجدادهم، يواصل المزارعون العراقيون اليوم زراعة الحبوب والقمح، مُطعمين أبناء وطنهم، وموفرين الأمن الغذائي لبلادهم.